نقطة ضعف سيبرانية داخل المنزل.. الجهل الإلكتروني لفرد يعرض بقية الأسرة للخطر (تحقيق)

مصرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
مجاملة الأصدقاء تعني التوجه نحو زرٍ يضيء باللون الأزرق عند الضغط عليه، والتعبير عن الرأي في منشور، يستلزم فتح صندوق التعليق أسفله، خطوات وتعليمات تراجعها نادية كلما عبرت بهاتفها الجديد إلى العالم الافتراضي الذي أصرت ابنتها على أخذها إليه لتسهيل التواصل بينهما عقب انتقالها للعيش في بيت الزوجية مطلع العام الجاري. ضغطت بدافع الحب.. ودفعنا الثمن
تروي الأم ذات ال56 عامًا تفاصيل تسببها في تعرض ابنها الأصغر لعملية احتيال إلكتروني نتيجة قلة وعيها بالاستخدام الآمن للتكنولوجيا الحديثة، فتقول إن الحكاية بدأت عندما كانت تتصفح موقع «فيسبوك» وتتجول بين منشوراته بلمسةٍ من إصبعها حتى وقع بصرها على إعلان يفيد بتوفر فرصة عمل براتب مجزٍ وساعات عمل قليلة، فدفعتها عاطفة الأمومة إلى الضغط على الرابط الخاص بالإعلان لمساعدة ابنها في الحصول على وظيفة «مثالية» من وجهة نظرها، لتبدأ من هذه اللحظة المتاعب: «انطلب مني صورة بطاقة ابني وفيزة الحساب البنكي علشان يحولوا المرتب عليه لما يشتغل، عملت كده من غير ما أفكر علشان خفت لو اتأخرت لحد ما ابني يرجع البيت تكون الفرصة راحت، ولسوء الحظ إنه كان معايا بطاقته والفيزة علشان إجراءات بنعملها في معاش والده فصورتها وبعتها في الخانات المخصصة في الشاشة اللي ظهرت لي».
فوجئ الإبن، على (23 عامًا)، برسالة تخبره بسحب مبلغ 3000 جنيه من حسابه البنكي، ولما عرف من والدته تفاصيل ما حدث اتصل بخدمة العملاء الخاصة بالبنك إلا أنه لم يستعِد المال المسروق ولم يتمكن من الوصول إلى الرابط «المفخخ» الذي زارته الأم التي بقيت صامتةً يأكلها الشعور بالذنب، بينما تم التبليغ بسرقة بطاقة الفيزة لمنع أية سرقة محتملة لدى وجود مال بالرصيد.
المهندس وليد عبدالمقصود خبير أمن المعلومات، بدأ تعليقه على الواقعة بقوله: «كل بيت فيه نقطة ضعف»، موضحًا أن أغلب الهجمات الإلكترونية تبدأ من تصرف غير واعٍ من أحد أفراد الأسرة، سواء كان عبارة عن كلمة سر واحدة لكل الحسابات، أو الدخول على رابط من مرسل مجهول، فالثغرة لا تحتاج إلى أكثر من ضغطة واحدة يتغير عندها كل شيء وينعدم فيها الشعور بالخصوصية والأمان اللازمين عند استخدام الإنترنت.
وأضاف «عبدالمقصود» في تصريحاته ل«المصري اليوم»: «الهجوم الإلكتروني مش لازم يكون على شخص مشهور أو مهم، ممكن يستهدفك علشان أنت جزء من شبكة أكبر، أو علشان يتم استخدام معلوماتك كطُعم لحد تاني»، مشيرًا إلى أن الفعل البسيط على مواقع التواصل الاجتماعي أو الجهل العابر بإجراءات الحماية الرقمية من أحد أفراد الأسرة، قد يفتح أبوابًا واسعة أمام قراصنة الإنترنت.
أزمة الوعي الزائد
في زمنٍ لم تعد فيه الجرائم تُرتكب في الشوارع فقط، بل خلف الشاشات أيضًا، تحول الجهل بالأمن السيبراني من مجرد مشكلة فردية إلى خطرٍ يُهدد الجميع، فمن داخل منازلنا قد يبدأ التهديد، من طفل يحمّل لعبة، أو من أب يضغط على رابط، أو من أم تجهل معنى كلمة «اختراق»، إذ تتفاقم الخطورة حين يكون الفرد المخترَق ممن نُطلق عليهم مسمى «حديثو العهد بالتكنولوجيا»، فهجوم تصيّد إلكتروني بسيط «Phishing» قد يُسفر عن تسريب بيانات تخص حسابات مشتركة أو محافظ بنكية، مما يجعل الأسرة بأسرها تدفع ضريبة غفلة فردٍ واحد.
وعلى عكس ما يُشاع حول الجهل التكنولوجي، فإنه لا يُعلن عن نفسه في جُملٍ واضحة أو شعاراتٍ صريحة، بل إنه لا يطرق الأبواب، وإنما يتسلّل على أطراف أصابعه، متخفيًا في هيئة عادات مألوفة وسلوكيات يومية لا تثير الريبة، إذ يأتي في صورة «إعجابٍ عابر» على رابط مشبوه في «واتساب»، أو «فضول بريء» لتحميل تطبيق من خارج متجر التطبيقات الرسمي سواء «جوجل بلاي» أو «آب ستور»، أو حتى «استسهال» في تعيين نفس كلمة المرور مرارًا وتكرارًا كأنها المفتاح السحري لكل الأبواب، ويتنكّر أحيانًا في هيئة منشور اجتماعي يحتوي على تفاصيل شخصية لا ينبغي أن تُقال، أو في «كسلٍ» يرفض تحديث النظام لأنه من وجهة نظره «يثقل الجهاز» ولا فائدة منه.
الدكتورة إيمان على خبيرة الأمن السيبراني تقول إن الحصن الرقمي داخل أسرة أو مؤسسة عمل لا يُبنى من حائطٍ واحد، بل من سلسلة متصلة من السلوكيات والمعارف، وإذا كانت تلك السلسلة تحوي حلقةً رخوة- فرد لا يُجيد التمييز بين رسالة موثوقة وأخرى خبيثة- فإن انهيار الحماية أمرٌ محتوم، وبالتالي يسهل على المخترق أن ينفذ إلى الشبكة، حتى تبدأ العدوى السيبرانية في التمدد، لتصل إلى أجهزة الأسرة كافة، بما تحمله من صور شخصية، حسابات مصرفية، ومراسلاتٍ حساسة، ومن هنا تأتي الحاجة إلى الوعي التكنولوجي، الذي قد لا يجد صدًى في محيطه، وبالتالي يتحوّل في هذه الحالة إلى وعيٍ مُتعب، يشبه حملًا على الظهر لا يراه أحد، فالشخص الذي يُدرك حجم المخاطر السيبرانية، لا يعيش بطمأنينة وسط بيئة رقمية عائلية لا ترى المخاطر المتربصة، فهو يرى الكارثة في رسالة عادية، ويشمّ رائحة الاختراق في رابط «مضحك» وصل عبر «جروب» العائلة، فتخيّل أن تكون الوحيد الذي يفهم ما وراء صورة «كوميك» ظريف من رابطٍ قد يُدمّر الخصوصية، أو أن تكون من يقول: «انتبهوا!»، بينما الجميع يرى أنك تُفسد المزاج وقد يصفونك بأنك «محبكها».
كيف نوازن بين الحذر والتفاهم؟
أحمد، طالب بالفرقة الثالثة من كلية الحاسبات والمعلومات يصف تلك المشكلة بعنوان «الرقيب الرقمي» الذي يروي تحته تفاصيل من واقع حياته اليومية قائلًا: «كنت دايمًا أتخانق مع أمي لما تفتح إيميلات غريبة، بس بعد فترة بدأت تحس إني بتعامل معاها كأنها جاهلة فبقيت أخفف من حدة كلامي»، وتعلّق خبيرة الأمن السيبراني على ظاهرة القلق الإلكتروني من هجمات المحتالين، بقولها إن الوعي الزائد قد يجعل صاحبه يعيش في توتر دائم، ليس لأنه يحب القلق، بل لأنه لا يستطيع أن يغلق عينيه بعد أن انفتحت ورأت المخاطر السيبرانية، مشيرةً إلى أن هذا التوتر ليس قدرًا محتومًا، بل إن الواعي المدرك لخطورة العالم الافتراضي حين يتحوّل من دور «الحارس المتحفز» إلى «المرشد الهادئ»، يبدأ الفرق ببساطة حين يفهم أن الوعي يُنقل بالحكمة لا بالإلحاح، وقتها فقط يمكن أن يعيش بين أسرته بلا شعور بالغربة، بل بدور قيادي قوي، فالوعي في جوهره ليس لعنةً، بل هو نورٌ يؤدي لطريق الأمان.
من سلوك بسيط إلى كارثة رقمية
في تقرير نشره موقع «dark reading» بتاريخ 15 إبريل 2025، رصدت شركة «Abnormal Security» المتخصصة في الأمن السيبراني عن كيفية استخدام أداة تصميم العروض التقديمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي «Gamma» في هجمات تصيّد احتيالي جديدة، وصفتها بأنها «ذكية ومتعددة المراحل»، حيث تُستخدم لاصطياد ضحايا غير واعين بالأمن السيبراني من خلال مظهر شرعي يصعب الشك فيه.
بدأت القصة ببريد إلكتروني وصل من عنوان موثوق، لكنه مسروق، وكانت الرسالة بسيطة: دعوة لمراجعة ملف PDF مرفق، لكن في الحقيقة لم يكن سوى صورة تقود إلى عرض تقديمي على موقع «Gamma» الرسمي، وبمجرد الوصول إلى العرض، يُقدَّم للضحية مستند يحمل شعار جهة عمله أو الجامعة التي يدرس بها، وزرًّا واضحًا مكتوب عليه «عرض ملفPDF» وهو في الأصل بوابة خادعة تهدف إلى سرقة بيانات تسجيل الدخول، ولا تكتفي بهذا الحد من الخداع فحسب، بل تتحقق من صحة البيانات المدخلة، ما يضيف بعدًا عميقًا لمصداقيتها المزيفة، فلو أدخل المستخدم بيانات غير صحيحة، سيُطلب منه تصحيحها، تمامًا كما يحدث في المواقع الحقيقية.
ولعل هذا يفسر ما حدث مع «يوسف»، طالب بالفرقة الثانية من كلية الصيدلة، حاول الدخول على صفحة مجهولة لتحميل كتب إلكترونية يحتاج إليها في دراسته الجامعية، إلا أنها طلبت منه تسجيل الدخول وبعدما أقدم على تلك الخطوة دون تفكير، فوجئ بانعدام قدرته على الوصول إلى حسابه الشخصي عبر «فيسبوك»، الأمر الذي يبرز تسلل الجهل الإلكتروني إلى فئة كبيرة من الناس باختلاف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية، خاصةً حين تكون الحيل أكثر قدرة على الإقناع، حينها يمكننا القول بأن خطأ «الشاطر» بألف.
حماية العائلة تبدأ من التفاهم وليس التوبيخ
تشير تقارير من مواقع متخصصة في أمن المعلومات، مثل: «Norton» و«CISA» إلى أن ما يزيد عن 40% من الهجمات السيبرانية على الأفراد تبدأ بخطأ عائلي صغير، بسيط في ظاهره خطير في حدته، فالكوارث الرقمية لا تدخل من النوافذ الكبيرة، بل من شقوق صغيرة لا نكترث بها، ومن هنا تبرز أهمية بناء ثقافة رقمية واعية داخل البيوت المصرية، بحيث لا تكون تمرينًا على المصطلحات التقنية، ولا استعراضًا معرفيًا فوقيًّا، بل تكون فعلًا تربويًا هادئًا، يستند إلى لغة لا تجرح ومنهاج لا يُشعر الكبار بأنهم «خارج الزمن»، بل بأنهم «ركيزة الأمان الرقمي للأسرة»، حسبما تقول الدكتورة إيمان على، فالوعي لا يُفرض، بل يُزرع كما تُزرع القيم بالرفق والقدوة، وبالقصص التي تُروى، لا باللوم الذي يُلقى.
وتوضح «علي»: «لا تقل لوالدك دي تصرفات خاطئة، بل قل له: شفت موقف شبه ده واتعلمت منه حاجة ممكن تفيدنا كلنا، لا تُخاطب الأم بلغة التقني المحترف، بل بلغة الابن الحريص، لا تستخدم كلمات مثل فاير وول وهجوم تصيّد، بل قل جدار بيحمي بياناتك ورسالة مزيفة بتحاول تخدع الناس، فاللغة هي الجسر الأول، والاحترام هو اللبنة الأولى لمواجهة مقاومة التغيير».
وتابعت نصائحها قائلة: «شاركهم أدوات بسيطة، سهلة، لا تشعرهم بالعجز، كأن تقترح استخدام مدير كلمات مرور بطريقة مرحة، أو تريهم كيف يقوم التحديث التلقائي للنظام، وتجعله يبدو وكأنه خطوة طبيعية، اجعل من الحماية الرقمية مشروعًا جماعيًا عائليًا، لا مهمة ثقيلة على فرد واحد، والأهم من كل ذلك أن تعترف بأنك أيضًا تتعلم، فيجدر بك أن تقول لوالدتك: أنا نفسي كنت بعمل نفس الخطأ ده، فأنت لا تعطيها درسًا، بل تمنحها مساحة لتخطئ دون شعور بالخجل، هكذا لا نُربّي فقط أجيالًا أكثر وعيًا، بل نعيد وصل ما انقطع بين العائلة والتكنولوجيا، لا كصراع أجيال، بل كتحالف للنجاة».
ويضيف المهندس وليد عبدالمقصود بعض النصائح الخاصة بالتثقيف التكنولوجي، فيقول إنه بالنسبة إلى الأطفال ينبغي على الآباء والأمهات إشراكهم في جلسات خفيفة يتحدثون فيها عن السلامة الرقمية، ويدعمون أقوالهم بمقاطع «فيديو» موجهة لصغار السن الذين يفضلون الرسومات في تجسيد وتوضيح المعلومات.
البيت الهشّ في زمن الهجمات السيبرانية
ومن جدار البيت إلى حصن الوطن، حين يصبح الوعي الرقمي مسؤولية وطنية، لن يبدو عندها أي تصرّف بسيط داخل المنزل، كرابط مفخخ أو تطبيق مشبوه، أمرًا عابرًا لا يتجاوز حدود الأسرة، وإنما هو واقع أشد تعقيدًا، ففي عصر تتحول فيه البيانات إلى سلاح، والمعلومات إلى وقود صراعات غير معلنة، يصبح كل جهاز غير مؤمَّن ثغرةً محتملة في جدار الأمن القومي.
لم يعد الهجوم الإلكتروني يستهدف الجيوش فقط، بل يبدأ أحيانًا من أكثر الأماكن هشاشة، من داخل بيتٍ يجهل سكانه كيف يحصّنون أجهزتهم، من هاتف طفلٍ لم يُفَعّل عليه الحماية الأبوية، من حاسوبٍ منزلي يحوي ملفات تخص جهة العمل، فالأسرة اليوم هي خط الدفاع الأول، أو الثغرة الأولى أيضًا.
وهو ما تؤكده خبيرة الأمن السيبراني بقولها إن العدو لا يطرق أبواب الدولة بالمدافع، بل يدخل من بوابات «الواي فاي» غير المحمية، ومن رسائل التصيّد التي تسكن تطبيقات المراسلة، وبالتالي فإن نشر الوعي الرقمي في البيوت ليس فقط حماية للخصوصية، بل جزء أصيل من معادلة الأمن القومي، وبالتالي يجب أن نعلّم أولادنا أن أمنهم السيبراني امتداد طبيعي لأمن بلدهم، فكل بيت رقمي واعٍ، يعتبر جزءًا من بناء وطن آمن في بُعده السيبراني.
ثقافة رقمية لا تُشعر الكبار بالجهل
الحديث عن التوعية بقضايا الأمن السيبراني داخل المنزل، يقودنا إلى الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في هذه المسألة، فتقول الدكتورة سارة فوزي، أستاذ الإذاعة والتلفزيون بإعلام القاهرة، إنه ينبغي على الإعلام المصري أن يتعامل مع قضايا أمن المعلومات باعتبارها قضايا مصيرية لا رفاهية في ظل الصناعات التقنية المتنامية، كي لا يُترك المواطن في مهب الريح بمفرده يواجه الكم الهائل من المعلومات لا يعرف لها مصدرًا ولا أساسًا من الصحة، فيضطر إلى تصديقها والتفاعل معها بما يضر الأمن القومي في كثيرٍ من الحالات التي يلزمها حملات توعوية قائمة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، تقدمها هيئة رسمية أو جهة حكومية لكسب الثقة مثل وزارة الاتصالات وترعاها قنوات التلفزيون، بحيث تكون حملات متكاملة بسلسة من الورش والندوات لمحو الأمية التكنولوجية التي قد تجر مجموعات من الشعب نحو فخ الأخبار الكاذبة ونشر معلومات مزيفة.
وخلال حديثها ل«المصري اليوم» أكدت «فوزي» على ضرورة تدعيم مهارات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فيعرف الكبير والصغير كيفية حماية بياناته الشخصية من الاختراق، إلى جانب التعريف بأساليب المحتالين، ومنها طريقة تزييف الصور عبر الذكاء الاصطناعي، وذلك لحماية أرواح الفتيات اللاتي يعانين من الابتزاز الإلكتروني نتيجة توليد صور فاضحة يخشين معها أن تصل إلى الأهل الذين لن يصدقوا زيفها وقد يسرف بعض الآباء في معاقبة بناتهم على فعلة لا ذنب لهن فيها، مما يعرض حياتهن للخطر.
كذلك يحتاج أولياء الأمور إلى مراقبة تصرفات أطفالهم وسلوكياتهم على شبكة الإنترنت، وهو ما يلزمه الوعي بكيفية تطبيق منظومة دفاعية قائمة على الأمن السيبراني، من ذلك أن يتم تفعيل خاصية الحماية الأبوية للإطلاع على كل ما يتعرض إليه الطفل على مدار الساعة، والاعتماد على «يوتيوب كيدز» بدلًا من العادي، للاستفادة بما يحمله من مميزات إضافية تتعلق بالحماية والخصوصية، فضلًا عن مراقبة المكالمات التي يجريها الأطفال أو يستقبلونها لتجنب وقوعهم في فخ الابتزاز الإلكتروني.
تعتبر المعالجة الدرامية لقضايا الأمن السيبراني سلاحًا فعالًا بيد وسائل الإعلام، ففي زمنٍ تشابكت فيه الأنفاس مع الذكاء الاصطناعي، وتسرّبت تفاصيل الحياة اليومية من أصغر شريحة هاتف إلى أضخم خوادم البيانات حول العالم، لم تعد الحماية الرقمية ترفًا انتقائيًا، بل غدت من ضرورات البقاء، وهو ما توضحه أستاذة الإذاعة والتلفزيون بقولها إن هناك أعمال درامية استهدفت الجمهور المصري للتوعية بالأمن السيبراني، ومنها مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» الذي رصد مساوئ استخدام «تيك توك» في الابتزاز والتحرش الإلكتروني، و«منتهي الصلاحية» الذي ناقش قضية المراهنات الرقمية، مشيرةً إلى ضرورة التوسع في إنتاج مثل هذه النوعية من الدراما المزدهرة في بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة وبولندا، وذلك لغرس السلوكيات الإيجابية الواعية التي تساعد في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل آمن وتحافظ على الفرد من التضليل وسرقة البيانات.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق