قال التلفزيون السوداني ومصادر عسكرية إن الجيش السوداني سيطر بشكل كامل على القصر الجمهوري في الخرطوم الجمعة، في أحد أهم التطورات في صراع مستمر منذ عامين يهدد بتقسيم البلاد.
وقالت مصادر عسكرية سودانية لبي بي سي إن قوات الدعم السريع قصفت موقع القصر الجمهوري بطائرة مسيرة "انتحارية"، وذلك بعد ساعات سيطرة الجيش السوداني عليه.
وأعلنت قوات الدعم السريع أن المعركة للسيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم "لم تنته بعد"، مشيرة الى تنفيذها عملية ضد قوات الجيش الذي أعلن في وقت سابق استعادة المجمع، ومؤكدة قتل العشرات من عناصره.
وقالت قوات الدعم في بيان عبر تلغرام "نؤكد أن معركة القصر الجمهوري لم تنتهِ بعد، وأن قواتنا الباسلة... تقاتل بكل شجاعة وإصرار من أجل تحرير جميع المواقع التي احتلها" الجيش. وأشارت الى أن عناصرها "نفذوا عملية عسكرية خاطفة استهدفت تجمعاً... داخل القصر الجمهوري"، ما أسفر عن "مقتل أكثر من 89 من عناصر العدو وتدمير آليات عسكرية مختلفة".
وقال الجيش في بيان صباح الجمعة، "في ملحمة بطولية خالدة، توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم، حيث تمكنت من سحقشراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري والوزارات".
وأكد أنه تم تدمير "أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً، والاستيلاء علىكميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة".
وذكرت المصادر العسكرية أن الجيش يجري عمليات تفتيش في المناطق المحيطة بالقصر؛ بحثاً عن عناصر من قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وفق رويترز.
وتُظهر مقاطع فيديو وصور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تحققت منها بي بي سي، جنوداً مبتهجين يلوحون بأسلحتهم ويهتفون ويركعون للصلاة.
وقد استعاد الجيش السوداني القصر الجمهوري في الخرطوم وسط قتال عنيف ضد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي سيطرت على العاصمة عند اندلاع الحرب الأهلية قبل نحو عامين.
وقال الناطق باسم الجيش نبيل عبدالله في بيان بثه التلفزيون الرسمي، "دمرت قواتنا.. أفراد ومعدات العدو واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته".
وقالت مصادر عسكرية لبي بي سي، إن الجيش تمكّن من اقتحام القصر صباح الجمعة، مشيرة إلى أن الجيش كبّد ما وصفه "بالعدو"، خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات والذخيرة.
وتصاعد الصراع في الأشهر الأخيرة مع تحقيق الجيش تقدماً ملحوظاً ضد قوات الدعم السريع، في أجزاء من وسط السودان في الأسابيع الأخيرة.
وقد تقدم الجيش السوداني باستخدام الطائرات المسيرة والقصف المدفعي. وستكون استعادة الخرطوم انتصاراً كبيراً للقوات المسلحة السودانية ولحظة محورية في الصراع.
وقُتل الخميس عشرات المدنيين جرّاء قصف متبادل داخل العاصمة السودانية الخرطوم وفي محيطها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بحسب ما أفادت الأمم المتحدة.
أفاد شهود عيان الخميس بوقوع انفجارات ناجمة عن هجمات بطائرات بدون طيار وغارات جوية بالقرب من القصر الجمهوري.
واحتدم القتال حول القصر الجمهوري على مدى الأسابيع القليلة الماضية، حيث تقاتل قوات الدعم السريع بشراسة للحفاظ على السيطرة، بما في ذلك من خلال القناصة المنتشرين حول المباني المحيطة به في وسط المدينة.
وحتى أمس الخميس، كانت قوات الدعم السريع تؤكد تواجدها داخل القصر الجمهوري، في حين كان التلفزيون الرسمي السوداني يفيد باقتراب الجيش من السيطرة عليه.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت بسرعة على القصر ومعظم العاصمة عند اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، لكن القوات المسلحة السودانية عادت في الأشهر الأخيرة وتقدمت ببطء نحو القصر على طول نهر النيل.
وانهارت العديد من جهود السلام حيث تعهد طرفا الصراع، الجيش وقوات الدعم السريع، بمواصلة القتال للسيطرة على المناطق الاستراتيجية.
وتسببت الحرب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة، حيث اتُهمت كل من قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.