انخفضت أسعار الذهب اليوم مع تراجع جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن بفعل انحسار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، في حين ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية لتقييم مسار سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.8 بالمئة إلى 3314.65 دولار للأوقية (الأونصة). وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7 بالمئة إلى 3324.20 دولارا.
وقال خبير الأسواق في آي جي، جون رونج، إن «بيئة المخاطر تحسنت بشكل واضح في الآونة الأخيرة، مع دعم المشاركين في السوق للتفاؤل بأن أسوأ التوترات التجارية ربما تكون ولّت وسط خطاب مشجع حول صفقات التجارة».
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت اليوم، إن عددا من كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة قدموا مقترحات «جيدة للغاية» لتجنب الرسوم الجمركية الأميركية، ومن المرجح أن تكون الهند من أولى الدول التي تبرم اتفاقا.
وأضاف أن أحدث التحركات الصينية لإعفاء بعض السلع الأميركية من رسوم جمركية مضادة أظهرت أن بكين تريد تهدئة التوتر التجاري مع واشنطن.
وستتحرك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضا لتقليل تأثير الرسوم الجمركية على السيارات، من خلال تخفيف بعض الرسوم المفروضة على قطع الغيار الواردة من الخارج للسيارات المصنعة محليا.
لكن مخاطر انزلاق الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود هذا العام لا تزال مرتفعة، وذلك وفقا لخبراء في استطلاع لـ «رويترز» قال كثير منهم، إن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي أضرت بالثقة في قطاع الأعمال.
وارتفع الذهب، وهو ملاذ تقليدي في حالات عدم الاستقرار السياسي والمالي، إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3500.05 دولار للأوقية الأسبوع الماضي بسبب تزايد حالة الضبابية.
وأوضح رونج أنه «من المرجح أن تحافظ الرياح الداعمة الهيكلية طويلة الأجل لأسعار الذهب على الاتجاه الصعودي الأوسع نطاقا، بدعم من المجال المتاح للتنويع المستمر للاحتياطيات بين البنوك المركزية في الأسواق الناشئة».
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 بالمئة إلى 32.98 دولارا للأوقية، وهبط البلاتين 0.2 ليسجل 984.65 دولارا، وخسر البلاديوم 0.5 بالمئة مسجلا 944.34 دولارا.
ومنذ تنصيب دونالد ترامب من 100 يوم لولاية ثانية في يناير الماضي أمطرت تصريحاته وقراراته الأسواق بوابل من القذائف الثقيلة، نشطت عمليات المقارنة حول كل شيء، من التعريفات الجمركية إلى أسواق الأسهم، ومؤخراً الذهب.
وفي حين يقارن أداء مؤشر S&P 500 خلال المئة يوم الأولى من ولاية ترامب بأسوأ أداء لسوق الأسهم الأميركية منذ تولي أي رئيس سابق، إذ باتت الفترة الأقرب تاريخياً، هي المرتبطة بتولي الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في عام 1973، والتي كانت مرتبطة بفضيحة «ووترغيت». وأحياناً تقارن بـ»عهد الصفقة الجديدة» أو (New Deal) في عهد الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت عقب «الكساد العظيم» في عام 1929.
أما فيما يخص الذهب، فإنه اعتباراً من 28 الجاري، سجّل 28 مستوى قياسيا جديدا هذا العام.
وإليكم ما هو أكثر إثارة للإعجاب، فبعد أن سجل سعر الذهب بالدولار الأميركي 39 أعلى مستوى قياسي جديد خلال عام 2024، معادلاً ذروة الأزمة المالية العالمية عام 2011، واصل ارتفاعه مستفيداً من زخم العام الماضي، رافعاً عدد أعلى مستوياته القياسية إلى 67 أعلى مستوى قياسي جديد، خلال 16 شهراً حتى يومنا هذا.
بمعنى آخر، يعادل هذا تحقيق الذهب أربعة أعلى مستويات قياسية جديدة - شهرياً على التوالي خلال الأشهر الـ 16 الماضية.
وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد بلغ 3500 دولار للأوقية لأول مرة في التاريخ. ويمثل هذا ارتفاعاً قياسياً بنسبة 33% منذ بداية عام 2025.
ولا يقتصر الأمر على تحقيق الذهب لمستويات قياسية جديدة في عام 2025، بل إنه يشهد ارتفاعاً هائلاً، وهذه علامة واضحة على أن هذا الارتفاع قد بدأ للتو.
0 تعليق