اليمن - برلمان العليمي.. الفضيحة بجلاجل لكنها مجرد شكوى

اليمن - برلمان العليمي.. الفضيحة بجلاجل لكنها مجرد شكوى
اليمن - برلمان
      العليمي..
      الفضيحة
      بجلاجل
      لكنها
      مجرد
      شكوى

خاص-النقار

  

بحرقة وألم كبيرين، وبآية قرآنية اضطُر إلى إيرادها نظرا لفداحة الحدث وجلل الأمر، كشف النائب في برلمان العليمي شوقي القاضي عن ظلم حدث بحقه وكان من القسوة بحيث لم يستطع احتماله. فلقد قام أحدهم، وهو بحسب القاضي "زميلنا النائب المحترم م. محسن باصرة (عضو هيئة رئاسة المجلس)" بحذف اسمه من مجموعتي الواتس آب التابعتين للمجلس الموقر (النواب والخاصة). كل هذا لأنه طرح بين أيدي زملائه الكرام "قضية تهمنا جميعاً لمناقشتها"، ليقوم باصرة بحذفها وإزالة اسم القاضي من المجموعتين، فلم يكن أمام القاضي المسكين إلا أن يتساءل بالقول: "ولا أدري ما هي مصلحته في ذلك أو مبرراته".

هو أمر جلل إذن، خصوصا وأن شوقي القاضي أكد هكذا: "وعليه (لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظُلِم)، أحيطكم بأني سأطرح الموضوع بكل تفاصيله (كتابة وفيديوهات) للشعب اليمني عبر جميع مواقع التواصل ووسائل الإعلام لأكون قد برأتُ ذمتي وأوضحت ما يجب أن يعرفه جمهور الناخبين وكافة شرائح الشعب اليمني الذي يعوِّل علينا وعلى مجلسنا الموقر. والسلام عليكم".

الكرة الآن في ملعب هيئة رئاسة البرلمان، فإما أن يعيدوا اسم القاضي إلى المجموتين اللتين تمت إزالته منهما، ويعاد إليه اعتباره كبرلماني عريق من حقه أن يكون اسمه موجودا في جروبات الواتس الخاصة بمجلسه الموقر وأن يكون مطلعا على كل ما يتقرر ويُتخذ، وأن يقوم بطرح القضايا المهمة من جديد في تلك الجروبات، وإما أن يضطر آسفا إلى كشف ما يحدث في تلك الجروبات لـ"جمهور الناخبين وكافة شرائح الشعب اليمني الذي يعوِّل علينا وعلى مجلسنا الموقر. والسلام عليكم"، وبذلك يكون البرلماني العتيق العريق قد أبرأ ذمته.

ولأن ذمة القاضي مبرأة على الدوام، فلم يكن ثمة من داع لـ"السلام عليكم" هذه والتي كلف نفسه فقالها مختتما شكواه الأليمة. لكن لا بأس، طالما والبرلمان هنا افتراضي بمجموعتي واتس اب تضم كل واحدة منهما ما لا يقل عن مائة نائب، ولكل منهما قوانينها الواتسية الخاصة البعيدة عن شيء اسمه لائحة داخلية ونصوص دستورية ناظمة للعمل، وما إلى ذلك من أمور كانت تعكر صفو البرلمانيين الكرام، مثل المطرقة التي تقرع على الدوام وشاشة عرض الأسماء الفاقعة، والقاعة المزعجة، والمداولات ونقطة النظام وحق الاعتراض... كل ذلك تم اختصاره إلى مجموعتي واتس اب، يتم فيهما مناقشة القضايا وإصدار القوانين والمصادقة عليها بكل ارتياح وتثاؤب، ودون أن يكون جمهور الناخبين على علم أو اطلاع. ومن يريد أن يعترض من النواب الحاضرين افتراضيا، في الجلسات الافتراضية، فلم تنس خدمة الواتس أن توفر له ضوءا أخضر أمام اسمه، ليرسل أو ليقول أو ليعلق، ثم بعد كل ذلك تكلف هيئة رئاسة المجلس من يكنس لها كل ما تم مناقشته وطرحه في جلساتها الواتسية، وإرساله إليها في ملف، حتى تحتفظ لكل نائب بما قاله من آراء معتبرة، على ألا يتعكر مزاج تلك الهيئة بشيء ما، وإلا فإنها ستضطر إلى حذف كل منشور لا تراه مناسبا وتحذف معه اسم صاحبه، كما حدث مع شوقي القاضي.

 

برلمانيو واتس اب، ويريدون تحرير البلاد!

ما أراده شوقي القاضي أن يكون عبارة عن شكوى، تحول إلى فضيحة بجلاجل (الجلاجل كلمة تعني النواقيس بطبيعة الحال). حيث ضجت مواقع التواصل بنواقيس فضيحة القاضي، وانهالت التعليقات ساخرة حينا ومتأسية أحيانا أخرى على الحالة التي وصل إليها البلد مع هؤلاء.

يعلق النائب أحمد سيف حاشد على الفضيحة بالقول: "‏رئاسة تستأجر عدة غرف في عدن من نادي التلال الرياضي لتقيم فيها وتمارس عملها منها، ومجلس نواب كل عمله في الوتس آب ويريدون تحرير اليمن، ومنتظرين من ترامب يحررها.. قليل من العقل".

وباعتباره مغضوبا عليه من قبل برلماني صنعاء وعدن، ولا علاقة له بأي من مجموعات الواتس الخاصة بالنواب الحقيقيين، يضيف حاشد: "‏منتظرين من الأستاذ النائب شوقي القاضي نشر غسيل مجلس النواب. ما أحوج الشعب أن يعرف ذلك بل ومن حقه أن يعرف، ومن واجب شوقي أن ينشرها كل يوم".

أما النائب السابق فيصل أمين أبوراس فعلق قائلا: "‏مجلس نواب يدير شؤونه ويجتمع في غرفة على الواتساب!".

وأضاف أبوراس: "يا ريتني ما عشت لأرى وهذا قد أصبح حال مجلس النواب الذي انتخبت فيه ممثلا عن الشعب واستقلت منه عام ٢٠٠٥...".

من جانبه، ارتأى الصحفي فتحي بن لزرق أن يبرق برسالة عاجلة مفادها: "‏الأخ سلطان البركاني، رئيس مجلس النواب المحترم، تحية طيبة وبعد، الموضوع: نشر رابط مجموعة الواتساب الخاصة بمجلس النواب... بالإشارة إلى الموضوع أعلاه، ونظرًا لعدم قدرة مجلس النواب على الانعقاد، أو بث النقاشات الجارية في مجموعة الواتساب الخاصة بالمجلس، فإننا نطالب بفتح باب الانضمام إلى المجموعة، لمن يرغب من أبناء الشعب، في متابعة النقاشات الجارية بين نواب الشعب داخلها.

وتفضلوا بقبول خالص التحية والتقدير".

وبشيء من الأسى كتب بن لزرق منشورا آخر قال فيه: "حزين للحال التي وصلنا إليها. شوقي القاضي غاضب لأن محسن باصرة، نائب رئيس مجلس النواب، قام بحذفه من جروب واتس آب يُدار عبره مجلس النواب منذ سنوات. حتى سنوات قليلة مضت، كان الحديث عن أن الدولة باتت تُدار عبر جروبات الواتس آب نكتة هزلية غير واقعية، يتبادل عبرها الخصوم عبارات السخرية والنقد. لكنها، مع شكوى القاضي، باتت عارية بلا ملابس، تتجول في أروقة واقعنا البائس هذا!".

وأضاف: "وأنت تقرأ تفاصيل هذه الشكوى، تتخيل مجلس النواب، بكل جلالة قدره، مجرد جروب واتس آب، وثلاثة أميجو غاضبين يجرّون شوقي القاضي إلى خارج الجروب. وعلى نحو غير متوقع يجد القاضي نفسه مرمياً بالقرب من جروب للطبخ واخر لبيع السيارات ويتساءل مندهشا: من حذفني؟ أجزم أن كاتبًا غزير الخيال، فائق الإبداع، لو طُلب منه تخيّل نهاية بائسة لشكل الدولة في اليمن، لما تخيّل لها نهاية على شكل جروب واتس آب".

أما الناشط يوسف الفقيه، فكتب معلقا: "‏قلبتوها نكات وضحك وزبج على ‎دولة الواتساب، وانتم مش عارفين المصائب التي تقع على عاتق المسؤولين من نواب ووزراء ووكلاء ومدراء المكاتب!".

وبحسب الفقيه فإن الطامة الكبرى هي أن "محسن باصرة شاف رسالة شوقي القاضي بالقروب بدون إدراج جملة (جمعة مباركة) ما اعتبره باصرة مخالفة صريحة وواضحة للائحة ولأعمال المجلس الموقر".

بدوره، يعلق ‏الدكتور سلام محمد الموجري بالقول: "سامحك الله يا سعادة النائب الفقيه النبيه الدكتور شوقي القاضي وأنت الصديق واللطيف والنظيف فلقد كشفت الستار عن الطبق (المُغَطَّى) وأظهرتَ لنا أن مجلس النواب قروب واتس آب لا غير، وفيه الحذف والإزالة وتقييد النشر وليس إغلاق الميكرفون والضرب بالمطرقة على طاولة الخشب ومناقشة مشاريع القوانين ومراجعة الاتفاقيات ومنح الثقة للحكومات أو سحبها واعتماد الميزانيات ومراقبة الأداء الحكومي وحماية السيادة وعدم التعدي على الدستور".

ويختم الموجري بالقول: "لقد تقزَّم اليمن (الكبير) ومجلسه التشريعي والرقابي كي يصبح ويكون مجموعةً وحسب في إبط (زُغن) برنامج تواصل اجتماعي!".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق فى حملة مفاجئة.. 25 شاحنة أجنبية مخالفة تحت الحجز وفرض غرامات تصل إلي 160.000 ريال
التالى حمدان بن محمد: غرس زايد أثمر مشاريع خير في مشارق الأرض ومغاربها