أخبار عاجلة
«مهرجان الفرجان» في دبي يستأنف فعالياته -
«ريمونتادا» برشلونية أمام أتلتيكو مدريد -

خاماً ومصقولاً.. دبي تتصدر مدن العالم مركزاً لتجارة الماس

خاماً ومصقولاً.. دبي تتصدر مدن العالم مركزاً لتجارة الماس
خاماً
      ومصقولاً..
      دبي
      تتصدر
      مدن
      العالم
      مركزاً
      لتجارة
      الماس

تقدمت دبي، خلال السنوات الأخيرة، لتصبح أحد أهم مراكز تجارة الماس، حول العالم، مستفيدة من النشاط التجاري والاقتصادي الكبيرة للإمارة ودولة الإمارات عموماً، ما جعلها محط أنظار المستثمرين والمتعاملين في هذا القطاع ذي الخصوصية الاقتصادية والاستثمارية.
في خضم الجدول الزمني المزدحم لأسبوع دبي للماس في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استقبل المسؤولون التنفيذيون في مجموعة «كي جي كي» (KGK Group) الزوار في مقرهم الجديد للماس والمجوهرات، الذي يقع المقر الجديد في الطابق ال 51 من برج الماس، الذي يضم مقر بورصة دبي للماس، ويمتد على مساحة 1200 متر مربع، ويوفر إطلالات رائعة على منطقة أبراج بحيرات جميرا وأفق دبي الشاهق. 
قامت المجموعة، التي تتخذ من مومباي مقراً لها، بتوسيع حضورها في قطاع الماس، لتلبية احتياجات توزيع الماس المصقول من منشآت التصنيع خارج الهند، وذكر نائب رئيس مجلس الإدارة، سانجاي كوثاري، أن مصانع الشركة في أنغولا وبوتسوانا وناميبيا وجنوب إفريقيا تمثل ما بين 50% إلى 60% من إنتاج الشركة.
عوامل داعمة
يشير كوثاري إلى أن الاتصال بإفريقيا، والقرب من الهند، وسهولة ممارسة الأعمال التجارية، كلها عوامل جعلت من دبي الموقع المثالي، لتسهيل هذا الجزء من إمدادات المجموعة من الماس المصقول. 
ويضيف كوثاري إن الماس الخام يتم تصنيعه في مراكز التنقية في بلدان المنشأ، ويأتي الماس المصقول إلى دبي، لأنها تعتبر موقعاً مركزياً للتوزيع بعد ذلك، فليس من المنطقي شحن البضاعة إلى الهند، حيث توجد رسوم استيراد بنسبة 5% على المصقول.
ليست المجموعة هي الوحيدة التي تتمحور عقليتها في الأعمال حول دبي، فقد كشفت مجموعة ستارجمز (Stargems)، التي تنشط في جميع أنحاء سلسلة التوريد، من مقرها الجديد والأكبر في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، خلال أسبوع دبي للماس. ويُستخدم المقر الذي تبلغ مساحته 1,400 متر مربع في الطابق 32 من برج الألماس كمقر عالمي للشركة، وقاعدة لمناقصاتها للماس الخام، وخاصةً للبضائع القادمة من جنوب إفريقيا.


دفعة الجائحة 
نتيجة للجائحة، برزت دبي كمركز رئيسي لتجارة الماس الخام، حيث يتم إجراء المناقصات بصورة منتظمة، إما عبر منصة عرض بورصة دبي للماس أو في المرافق الخاصة. 
وشهدت تجارة الماس الخام في الإمارة نمواً كبيراً، في السنوات الخمس الماضية، حيث بلغت القيمة الإجمالية للواردات والصادرات من الماس الخام 21.34 مليار دولار، في عام 2023، مقارنة ب 16.77 مليار دولار و14.28 مليار دولار في عامي 2018 و2019 على التوالي، وفقاً لبيانات جمارك دبي. وفي الوقت نفسه، بلغت قيمة تجارتها من الماس المصقول 16.91 مليار دولار في العام الماضي، أي حوالي ضعف ما كانت عليه في العامين اللذين سبقا الجائحة.
يقول آدم شولمان، الرئيس التنفيذي لشركة «كوين إنترناشيونال» (Koin International)، التي تستضيف مناقصات الماس الخام في منشأة العرض ببورصة دبي للماس: «حققت دبي نجاحاً كبيراً خلال جائحة كوفيد-19». كانت الشركة لا تزال تعمل انطلاقاً من بلجيكا، عندما بدأت الجائحة، وعلى الرغم من أنها تمكنت من إجراء بعض المبيعات من الماس الخام عبر الإنترنت، إلا أن دبي أصبحت الخيار الوحيد لتسهيل المبيعات المباشرة، عندما فتحت أبوابها للعمل مرة أخرى في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، ولم تكن الشركة الوحيدة، التي فكرت في هذا الأمر، فقد أدارت شركتا «دي بيرز» و«ألروسا»، المنتجتان الرئيسيتان، المبيعات في دبي، بينما كانت المراكز الأخرى مغلقة.
ويعود شولمان بالذاكرة ليقول: «كانت لا تزال هناك قيود في دبي، ولكن كان بإمكان المشترين الدخول والخروج ومشاهدة البضائع، فقررنا أن نجرب بعض المبيعات هناك، ولم نلتفت إلى الوراء مطلقاً».
العلاقة بالهند 
يضيف شولمان، إنه منذ ذلك الحين، انتقلت العديد من الشركات إلى دبي، خاصةً من بلجيكا، التي كانت تقليدياً هي المركز الرئيسي لتجارة الماس الخام.
ووفقاً لمايك أجيت، الرئيس التنفيذي لشركة «ترانس أتلانتيك جيم سيلز» (TAGS)، فإن الاتفاقية الإبراهيمية، التي وقّعتها إسرائيل مع دولة الإمارات، عام 2022، فتحت دبي أمام صناعة الماس، ولكن المحفز الأكثر أهمية كان قرب المدينة من الهند، مركز التصنيع المهيمن.
ويستطرد شولمان قائلاً: «إنها رحلة طيران مدتها ثلاث ساعات، لذا يمكن للمشترين من الهند السفر جواً من الهند وإليها، دون الحاجة إلى تأشيرة دخول، فهم لا يتكبدون نفقات وإزعاج إجراءات تقديم الطلبات للحصول على تأشيرات الدخول والوصول إلى أوروبا ودفع تكاليف الفنادق».
كما أتاح إنشاء عمليات في دبي للشركات إمكانية الوصول إلى مجموعة كبيرة من الموظفين في الهند، ويؤكد كوثاري أنه من السهل جداً استقدام الموظفين، فالحصول على التأشيرات اللازمة وتصاريح الإقامة أبسط، مما هي عليه الحال في أوروبا، كما أن السكن متاح بسهولة أكبر، وأصبحت دبي مدينة متعددة الثقافات توفر أسلوب حياة جذاب.
رحلات جوية
يتفق أنشول غاندي، الرئيس التنفيذي لشركة التصنيع والتجارة «كورون جروب» (Choron Group) مع كوثاري على أن وجود رحلات جوية مباشرة إلى مومباي وسورات، يُحدث فرقاً كبيراً، ويضيف أن السهولة النسبية للسفر تشمل وجهات أخرى، لا سيما إفريقيا والشرق الأقصى.
على الرغم من الزيادة الكبيرة في نشاط تجارة الماس في دبي، خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أن بروز المدينة لم يكن مفاجئاً، بل كان مشروعاً استراتيجياً لمركز دبي للسلع المتعددة، الذي أنشأته الإمارة عام 2002 لتطوير تجارة السلع. 
وفي وقت مبكر، حددت دبي قطاع الماس كقطاع محتمل للنمو، وأنشأت بورصة دبي للماس، عام 2004. ومع ذلك، لم يتم إجراء أي مناقصة للماس الخام هناك، حتى عام 2017. وحتى في ذلك الحين، كان من الصعب الحصول على دعم الصناعة لفكرة بيع الماس الخام في دبي، وفقاً لمؤسس «ترانس أتلانتيك جيم سيلز» أنتوني بيتر.
بدايات العمل
يعود بيتر بذاكرته قائلاً: «لقد افتتحنا مقرنا، وفي العامين الأولين، لم يدعمنا ولو مورّد واحد». «وفي نهاية المطاف، تمكنّا من الحصول على إنتاج صغير من السلع البحرية من جنوب إفريقيا، وحققنا نجاحاً كبيراً».
انتشر الخبر بين الموردين، وازداد عدد المناقصات لاحقاً. وباعتبارها المحرك الأول، وقّعت الشركة اتفاقية شراكة حصرية مع مركز دبي للسلع المتعددة، على الرغم من إلغاء تلك الاتفاقية، مع بدء المزيد من دور المناقصات في الدخول. 
وكان ذلك جيداً من وجهة نظر الشركة، فكلما زاد عدد الزوار، كان ذلك أفضل لمناقصاتها، كما يعتقد بيتر، الذي يجد عزاءه أيضًا في الدور المهم، الذي لعبته الشركة في تأسيس دوائر مناقصات الماس الخام في دبي.
ويشرح قائلاً: «لقد كانت مقامرة محسوبة. على مدار 10 سنوات، قال الناس إن التجارة ستنتقل إلى دبي، ولكن لم يحدث شيء». 
ومع ذلك، كانت المؤشرات موجودة، فالشركات الهندية الكبرى، كانت أنشأت مقارّ لها في برج الماس، حتى وإن لم تكن نشطة للغاية، كما يقول أجيت. «أتذكر قدومي إلى هنا وطرق أبواب الشركات، التي كنت أعمل معها في ذلك الوقت. كانت فارغة، لكن المهم هو أنه كانت لديهم مكاتب».
بنية تحتية 
يشير الكثيرون إلى أن انتقال عمليات مجموعة «دي بيرز» من لندن إلى غابورون، عام 2013، كان نقطة تحول لمدينة دبي، حيث غيّر مسار الماس الخام، الذي يتجه إلى الهند للتصنيع. عندما كانت العمليات تتم في لندن، كان التجار غالباً ما يجلبون بضائع «دي بيرز» الجديدة إلى أنتويرب للتداول، قبل إرسالها إلى المصنّعين في سورات. 
ومع ذلك، فإن ظهور غابورون كمركز توزيع رئيسي ل «دي بيرز»، جعل دبي تدخل في اللعبة كمركز تجاري، كما يقول أجيت. بدأ المسؤولون التنفيذيون في الشركات بالانتقال ببطء إلى الإمارات، وتصاعد ذلك بشكل كبير الآن حسب قوله.
ويقول غاندي إن الناس جاؤوا، لأن مركز دبي للسلع المتعددة أنشأ بنية تحتية ملائمة للتجارة: «سواء كانت حسابات بنكية أساسية، أو مكاتب الجمارك، أو مختبرات التصنيف، أو مرافق المناقصات، أو شهادات عملية كيمبرلي، أو الشحن، أو التمويل. كل هذه الأشياء معاً شكلت منظومة قوية جداً أصبح من الصعب تجاهلها».
إن وجود كل شيء في مبنى واحد (برج الماس)، جعله مركزاً أكثر مركزية، كما يقول شولمان.
منافسة بلجيكا 
يتناقض القطاع المالي الأكثر ودية والسياسة الضريبية المواتية بشكل حاد مع بلجيكا، حيث «أصبح القطاع المصرفي فيها كابوساً»، وفقًا لكوثاري. وأشار التجار الذين تحدثوا مع مجلة «رابابورت» إلى أن صعود دبي جاء على حساب أنتويرب، على الرغم من أن معظم شركات الوسط لا يزال لها حضور في المدينة الأوروبية، وإن كان بدرجة أقل. 
يقول غاندي: «تتحول أنتويرب إلى مركز خدمة لبيوت المجوهرات الأوروبية، لكنها ليست لعبة محصلتها صفراً، وكلا المركزين مهمان للغاية في النظام البيئي العام». 
ويلمح شولمان إلى وجود توتر في أنتويرب بين سياسة الحكومة واحتياجات التجارة، ويشير إلى أن مركز دبي للسلع المتعددة أكثر انسجاماً مع حكومة دولة الإمارات، التي تتبع نهجاً أكثر جرأة لدعم الصناعة بشكل عام.
ويؤكد بيتر، الذي يسلط الضوء على الدور الهام الذي يلعبه رئيس مركز دبي للسلع المتعددة أحمد بن سليم، وأن التجارة من خلال المركز تتمتع بوصول قوي إلى صانعي السياسات والأشخاص، الذين يمكنهم إنجاز الأمور. 
هونغ كونغ
ليست أنتويرب وحدها التي تشهد منافسة من دبي، فإمكانيات الإمارة كبوابة للصين والشرق الأقصى، يمكن أن تستقطب بعض الأعمال من هونغ كونغ. يذكر غاندي عدة أسباب لذلك، قائلاً: «كانت هناك توترات جيوسياسية، حتى قبل جائحة كوفيد-19. مع الاحتجاجات في هونغ كونغ، وسياسة الحكومة هناك خلال الجائحة، والأزمة الاقتصادية الحالية، يقول الكثير من الناس إنه من الأفضل التمركز في مكان مثل دبي». ومع ذلك، يرى كوثاري أن هونغ كونغ هادئة في الوقت الحالي، لأن السوق في الصين تواجه تحديات. ويؤكد قائلاً: «عندما تنتعش الصين، ستحتاج إلى هونغ كونغ، بسبب قربها واتصالها بالبر الرئيسي للصين». 
بغض النظر عن ذلك، تتوقع الغالبية أن تلعب دبي دوراً في إمداد جميع الأسواق الرئيسية، كما هو واضح في تجارتها المتنامية في الماس المصقول وإطلاق معرض دبي للمجوهرات والأحجار الكريمة والتكنولوجيا.
توسع صناعي 
إن الرغبة في تسهيل الأعمال التجارية موجودة في جميع أنحاء دولة الإمارات، وهي نابعة من توجهات القيادة الرشيدة، التي كانت لديها رؤية مستقبلية في قرارها بالاستثمار في البنية التحتية، وفقاً لغاندي.
يستمر هذا الاستعداد في دفع مركز دبي للسلع المتعددة لمحاكاة نجاحه في مجال الماس في مجالات أخرى مثل القهوة والمياه والكريبتو والذكاء الاصطناعي. يقول متحدث باسم المركز دبي للسلع المتعددة إن المركز لا يزال يرى فرصاً للنمو في قطاع الماس، ويسعى إلى تعزيز تجارة الماس المصقول، بالإضافة إلى القطاعات ذات الصلة مثل الماس الاصطناعي والأحجار الكريمة الملونة واللؤلؤ، ويخطط المركز أيضاً لإطلاق مركز الابتكار الفاخر قريباً، والذي سيساعد الأعضاء على التقدم في مجالات مثل تحديد المنشأ وإمكانية التتبع والتكنولوجيا.
كان هذا الطموح واضحاً بقوة، خلال أسبوع دبي للماس، الذي شمل مؤتمر دبي للماس، ومعرض دبي للمجوهرات والأحجار الكريمة والتكنولوجيا، والاجتماع العام السنوي لعملية كيمبرلي، التي تترأسها دولة الإمارات، ويمثلها بن سليم للعام الثاني على التوالي في عام 2025. يشير كل ذلك إلى المكانة المتنامية لدبي سواء في صناعة الماس أو كمركز تجاري عام، ما يغري الشركات وموظفيها للانتقال إلى هناك.
ويعلق شولمان على ذلك قائلاً: «تتمتع المدينة بطاقة ديناميكية كبيرة. وهناك دائماً شيء جديد ومبتكر ومدروس يحدث فيها».

 

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مدرب الهلال ينتقد الحكم الليتواني: جاء من دوري ضعيف
التالى ختام بطولة «شمس الرمضانية» للرياضات الإلكترونية