تزامناً مع الذكرى السنوية الـ50 لانطلاقة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمكسيك، نظّم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) «ملتقى أعمال الشارقة - المكسيك» في «بيت الحكمة» بالشارقة، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، وبحث فرص التعاون في القطاعات غير النفطية، وخاصةً العقارات والتصنيع الثقيل وتحفيز الابتكار ونمو الشركات الناشئة، إلى جانب استكشاف الآفاق الاستثمارية والتجارية الواسعة، التي تقدّمها الشارقة للشركات المكسيكية وأسواق أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي.
حضر الملتقى الأعمال لويس ألفونسو دي ألبا، سفير المكسيك لدى دولة الإمارات، ومحمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لـ«استثمر في الشارقة»، ورافائيل فيلالونا، رئيس مجلس الأعمال المكسيكي، ونخبة من كبار المستثمرين، حيث أكد المشاركون أهمية التعاون الدولي لدعم الابتكار وبناء اقتصادات تجمع بين الحداثة والنمو والاستدامة.
كما تضمنت فعاليات الملتقى جلسة نقاشية بعنوان «لأنها الشارقة... فرص بلا حدود»، بمشاركة عيسى عطايا، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ألِف»، ومروان العجلة، مدير إدارة ترويج ودعم الاستثمار في مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، وخليفة الحوسني، نائب رئيس أول، المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مصرف الإمارات للتنمية، وسيرجيو دي لا فيغا، المدير التنفيذي لشركة «سوبر كوول»، وتيرسو فيدالجو أرياس، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتاترون»، و شو لاش، شيف ومالكة مطعم ليلا تاكيريا.
طموحات اقتصادية
أكد دي ألبا، أن إمارة الشارقة لعبت دوراً محورياً في تعزيز العلاقات بين دولة الإمارات والمكسيك وبشكل خاص في قطاعي الثقافة والاقتصاد، مشيراً إلى مشاركة الشارقة ضيف شرف معرض جوادالاهارا للكتاب 2022، وتنامي التبادل التجاري بين البلدين خاصةً في قطاعات العقارات والتصنيع والتكنولوجيا الزراعية.
نمو وتعاون
أعرب المشرخ عن تفاؤله بمخرجات الملتقى، مستذكراً زيارته لمنطقة أمريكا الوسطى، قائلاً: «تشرفت بالمشاركة في الوفد الرسمي لدولة الإمارات إلى المكسيك، خلال الفترة 2018-2019، برئاسة وزارة الاقتصاد، والتي هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنائية، واستكشاف آفاق التعاون الاقتصادي».
وأكد المشرخ جاذبية الشارقة المتنامية للشركات المكسيكية، مشيراً إلى أن الإمارة تستضيف أكثر من 45 شركة مكسيكية، وبلغ حجم وارداتها من المكسيك 7 ملايين درهم، في 2024. وقال: «طموحات الشارقة والمكسيك متقاربة رغم المسافات، ونؤمن جميعاً بأهمية الابتكار وريادة الأعمال، وبقدرة التعاون المشترك على إحداث تأثير مستدام».
فرص ورؤى
استهل فيلالونا كلمته بالإشارة إلى أن المجلس سيحتفل، خلال الأسابيع المقبلة، بالذكرى السنوية الأولى لتأسيسه، مشيراً إلى نمو قطاع الأعمال المكسيكي في دولة الإمارات. وأوضح أن حجم التجارة الثنائية بين الإمارات والمكسيك، تضاعف خلال السنوات الأربع الماضية، ليصل إلى 2.5 مليار دولار في 2023، كما ارتفعت إيرادات شركة «سيمكس» المكسيكية في الإمارات من 70.1 مليون دولار إلى أكثر من 180 مليون دولار، مع توفير أكثر من 700 فرصة عمل.
بوابة للنمو
وخلال جلسة «لأنها الشارقة؟ فرص بلا حدود» أضاء عطايا، على ازدهار قطاع العقارات في الشارقة، مشيراً إلى ارتفاع سنوي في المعاملات بنسبة 31.9%، حيث سجلت المعاملات 13.2 مليار درهم، ما يعادل 3.6 مليار دولار، خلال الربع الأول من عام 2025، وربط هذا النمو بالاصطلاحات التنظيمية، لا سيما السماح للأجانب بالتملك الكامل في مناطق مخصصة، التي أسهمت في رفع عدد المستثمرين الأجانب بنسبة 25.3%، ليصل إلى 3725 مستثمراً.
واستعرض الحوسني الحلول المالية التي تدعم نمو الشركات، بما في ذلك برامج القروض المتخصصة، وضمانات الائتمان المقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة، مؤكداً أن منظومة هذه الشركات في الشارقة تشكل منصة مثلى لانطلاق المشاريع القابلة للنمو والتوسع.
وتحدث العجلة حول المزايا الاستراتيجية التي تتمتع بها الإمارة، مشيراً إلى ارتباطها القوي بالأسواق العالمية، وتنوع قطاعاتها الاقتصادية، وسياساتها الداعمة للأعمال.
زراعة وطاقة
كما تضمنت الجلسة النقاشية استعراض الرؤى المكسيكية، ومشاركة رواد الأعمال المكسيكيين تجاربهم واستراتيجياتهم في الأسواق الإماراتية، حيث تناول لا فيغا دور حلول التبريد الذكية والمستدامة، التي تقدمها شركته في تعزيز المساعي نحو تحقيق صافي الانبعاث الكربوني الصفري، مؤكداً أن الأهداف المناخية لدولة الإمارات تفتح المجال للشركات نحو المزيد من الابتكارات.
وأكد أرياس الأهمية الاستراتيجية لإمارة الشارقة في المنطقة، مشيراً إلى أنها تعد مركزاً لوجستياً مميزاً لعمليات الشركة. كما أوضح أن الشحن من المكسيك إلى الصين يستغرق عادة من ثلاثة إلى أربعة أشهر، بينما يتيح لهم العمل من الإمارات تقليص مدة الشحن إلى أسبوعين فقط.
وأكدت شو لاش أهمية فن الطهي المكسيكي في دعم الشراكات، خاصة في قطاع الزراعة. وأشارت إلى أن فريقها يحصل بالفعل على المنتجات من المزارع العضوية في دولة الإمارات.
0 تعليق