بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بيرو والكويت، يحل وزير خارجية بيرو إلمر شيالر ضيفاً على الكويت، اليوم، في زيارة رسمية ضمن جولته الخليجية التي شملت قطر والإمارات، وتُختتم في السعودية. وفي لقاء حصري مع «الجريدة»، أكد شيالر أن هذه الزيارة تأتي لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين، ولبحث فرص الشراكة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والأمن الغذائي، حيث سيتم التفاوض على اتفاقيتين مهمتين، الأولى في التعاون الفني والاقتصادي، والثانية لحماية وتشجيع الاستثمارات، وهو ما يعكس رغبة الطرفين في ترسيخ الأسس القانونية لعلاقة طويلة الأمد مبنية على المصالح المشتركة. وفيما يلي التفاصيل:
• كيف تقيمون تطور العلاقات الثنائية بين بيرو والكويت على مدار الخمسين عاماً الماضية؟
- على مدار العقود الخمسة الماضية، بنت بيرو والكويت علاقة قوية تعززت بالحوار السياسي المتنامي، والتعاون الثقافي، والتنسيق في المحافل الدولية. ونحن نؤمن بوجود إمكانيات كبيرة لمستقبل هذه العلاقة، وهدف زيارتنا هو تحديدا تعزيز أواصر الصداقة والتعاون والتجارة بين البلدين.
• ما أحدث المبادرات لتعزيز التعاون بين البلدين؟
- في عام 2024، أطلقنا حواراً سياسياً مكثفاً ومثمراً. هدفنا هو تعميق هذه العلاقة، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل الدور القيادي المنتظر للكويت تحت قيادة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد.
كما أننا نتفاوض حالياً على اتفاقيتين مهمتين: الأولى في مجال التعاون الفني والاقتصادي، والثانية لتعزيز وحماية الاستثمارات، وستوفر هاتان الاتفاقيتان إطاراً قانونياً متيناً وبيئة مشجعة للاستثمار والتجارة وتبادل المعرفة، خاصة في مجال استراتيجيات الأمن الغذائي طويلة الأجل.
• ما رؤيتكم لمستقبل العلاقات بين بيرو والكويت، وفي أي مجالات ترون إمكانيات كبيرة للتعاون؟
- نتطلع إلى شراكة ديناميكية متعددة الأبعاد، فهناك إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون في قطاعات رئيسية، وفتح آفاق جديدة للشراكة في مجالات مثل الزراعة المستدامة وتنمية الموارد الطبيعية.
كما نحرص على المحافظة على حوار سياسي نشط على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، لضمان أن يواكب تعاوننا التطورات الإقليمية والدولية. هدفنا النهائي هو بناء علاقة مستقبلية تعود بالنفع على شعبي البلدين، وتسهم في السلام والازدهار في بلدينا.
• هل تم توقيع أي اتفاقيات أو مذكرات تفاهم جديدة، خاصة في المجالات السياسية أو الثقافية؟
- نعم، على الصعيد السياسي كان من دواعي سروري أن أقدم شخصياً رسالة من رئيسة بيرو إلى سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، أعربت فيها عن رغبتها في الارتقاء بالعلاقات السياسية بين بلدينا إلى أعلى المستويات، وقمت كذلك، بصفتي وزير خارجية بيرو، بتسليم رسالة مماثلة إلى عبدالله اليحيا، وزير خارجية الكويت.
أما على الصعيد الثقافي فقد مثّل توقيع اتفاقية للتعاون الثقافي في نهاية عام 2023 نقطة انطلاق مهمة، أثمرت عن نتائج بارزة، منها مبادرة غير مسبوقة لحفظ التراث غير المادي المشترك بين نسّاجي السدو الكويتيين والحرفيين البيروفيين، كما أن مذكرة التفاهم بين المكتبتين الوطنيتين في البلدين تعد نموذجاً آخر لهذا التقدم.
• ما مدى أهمية التبادلات الثقافية والسياسية في تعزيز العلاقات الثنائية؟ وهل هناك برامج أو فعاليات مرتقبة في هذا السياق؟
- التبادل الثقافي والسياسي هو العمود الفقري لأي علاقة ثنائية قوية. على الصعيد السياسي، نعمل على مناقشة «خريطة طريق شاملة» لدعم المبادرات المقبلة، وتعزيز التفاهم المتبادل، وتكريس القيم المشتركة التي تجمع بلدينا، وهذا يجسد التزامنا بتعزيز الدبلوماسية الثقافية كجسر فعال بين شعبينا.
0 تعليق