خاص - النقار
ليس مهما من نصدق: بيانات يحيى سريع التي لا تفتأ تتحدث عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان في البحر الأحمر، أم تصريحات مهدي المشاط بأن ترومان هذه قد خرجت عن الخدمة منذ "الأيام الأولى من مشاركتها في العدوان على بلدنا".
المهم هنا هو التحدي الذي أعلنه المشاط اليوم بينه وبين الرئيس الأمريكي ترامب. فمن على منبر وزارة الاقتصاد والتجارة وخلال زيارته التاريخية لها، ضرب المشاط قبضته في وجه ترامب مؤكدا أن "أمريكا تمارس التضليل والكذب منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن" بخصوص حاملة الطائرات ترومان، حيث إن "العدو الأمريكي عبر وسائله الإعلامية حاول إثبات أن ترومان لم تتعرض لعملية من قواتنا المسلحة أخرجتها عن الجاهزية وأفقدتها زمام المبادرة في الأيام الأولى من مشاركتها في العدوان على بلدنا".
وبالتالي على ترامب أن يقبل التحدي ويثبت أن حاملة طائراته لم تتأثر بضربات الصواريخ والطائرات المسيرة التي أكلتها على يد قوات المشاط وأخرجتها عن الخدمة. وهنا لن يُقبل اليمين من ترامب حتى لو حلف بأقدس ما لديه وإنما عليه أن يأتي بدليل قاطع يثبت أن حاملة طائراته بخير.
وكما لو أن المشاط فطن إلى أن ترامب، وهو يسمع هذا التحدي القوي، قد يعيد الكرة إلى ملعبه بالقول: "ولماذا لا تثبت أنت ذلك، طالما تزعم أنك قد استطعت إخراج ترومان عن الخدمة بصواريخك وطائراتك المسيرة فلن تعدم وسيلة لإثبات ذلك؟"، وهو أمر منطقي على أية حال باعتبار أن المشاط هو المدعي الذي عليه الإتيان بالبينة، ها هو يتوجه بطلب غريب مفاده: "ندعو وسائل الإعلام الدولية بما فيها الأمريكية إلى مطالبة المجرم ترامب وقياداته الفاشلة بنشر بيانات الحاملة ترومان للفترة من 20 إلى 23 من مارس 2025م بما فيها تصوير الكاميرات المثبتة على جوانبها وداخل غرفة قيادتها".
وبذلك يكون المشاط قد فرض معادلة تحدٍّ جديدة مع ترامب أقحم فيها وسائل الإعلام الدولية، بما فيها الأمريكية كـ(فوكس نيوز، وسي ان ان)، والإقليمية كـ(الجزيرة والحدث والميادين والمسيرة)، وغيرها من وسائل الإعلام، لكي تضغط على ترامب فيقر ويعترف بأن حاملة الطائرات ترومان قد تدمرت، أو على الأقل قد تعرضت لأضرار بالغة.
ليس هذا فحسب، بل و"على الرأي العام الأمريكي مطالبة إدارة ترامب بذلك والضغط بإرسال وفد من الكونغرس لأخذ تلك البيانات من الحاملة ليعرف الشعب الأمريكي حقيقة ما تتعرض له قواته وجنوده وزيف ما يدعيه ترامب وإدارته الفاشلة".
الكرة هنا في ملعب الشعب الأمريكي الذي عليه أن يُلزم رئيسه بإرسال وفد لإثبات صحة كلام المشاط، وإلا فلا يلومن إلا نفسه.
بهكذا منطق يكون فخامة المشير الركن قد كسب التحدي بالضربة القاضية، واستطاع إفحام كل من قد يشكك بالمعلومات التي كشف عنها في خطابه التاريخي مؤخرا، حول حاملة الطائرات ترومان هذه، بمن فيهم متحدثه العسكري نفسه والذي مازالت بياناته حتى اللحظة تتحدث عن عملية استهداف للهدف المستهدف في عملية هادفة حققت أهدافها بنجاح.
0 تعليق