بالأرقام.. كيف يبدو المشهد الانتخابي للبلديات وخريطة التحالفات؟

صوت بيروت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

مع اقتراب الانتخابات البلدية كيف يبدو المشهد الانتخابي خريطة التحالفات وماذا عن طرح اللوائح المقفلة ودور البلديات على الصعيد الإنمائي و الخدماتي وأهمية إجراء الانتخابات البلدية؟

على هذه الأسئلة يجيب الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين الذي قال في حديث لصوت بيروت إنترناشونال: “عدد البلديات في لبنان 1064 بلدية و المشهد يختلف من منطقة إلى منطقة لكن بشكل عام يمكن القول أنه في المناطق الشيعية التي يبلغ عددها 294 بلدية الأمور متجهة نحو التزكية في حوالي 200 بلدية حتى الآن و في القرى و البلدات السنية حيث لتيار المستقبل قوة أساسية هناك ضبابية في المشهد الانتخابي التي زادت بعد إعلان تيار المستقبل عزوفه عن الترشح أو تأييد أحد المرشحين لافتاً أن هذا الأمر سيكون انعكاسه الكبير في مدينة بيروت.

أما في المناطق الدرزية فكشف شمس الدين أن هناك سعي حثيث للتحالف وتجنيب هذه المناطق المعارك الانتخابية سيما التحالف الذي ينشأ بين وليد جنبلاط و طلال أرسلان والذي تجسد بشكل أكبر في بلدية الشويفات التي تعد من البلديات الكبيرة في منطقة عاليه.

وبالنسبة للقرى و البلدات المسيحية الصغيرة يقول شمس الدين : يتم نسج تحالفات بين الكتائب و التيار الوطني الحر و القوات اللبنانية و حتى الحزب القومي كما حصل في بلدة بسكنتا لكن المناطق و المدن الساحلية المسيحية الكبيرة تشهد معارك كبيرة جداً بدءاً من جونية حيث هناك تحالف بين القوات اللبنانية ومنصور غانم البون و نعمت افرام و فريد الخازن و الكتائب اللبنانية في مواجهة التيار الوطني الحر و رئيس بلدية جونية جوان حبيش.

أما في جبيل فكشف شمس الدين بأن هناك معركة كبيرة بين لائحة يدعمها النائب زياد حواط برئاسة جوزيف الشامي و لائحة أخرى يدعمها التيار الوطني الحر أما في البوشرية السد – الجديدة فهناك معركة انتخابية كبيرة بين لائحة يدعمها حزب الكتائب و القوات اللبنانية في مواجهة لائحة أخرى يدعمها آل المر و التيار الوطني الحر.

وتحدث شمس الدين عن المشهد الانتخابي في إقليم الخروب إذ أنه في برجا مثلاً و التي تعد من أكبر البلدات السنية هناك تحالف شبه منجز بين الحزب التقدمي الإشتراكي و تيار المستقبل و الجماعة الإسلامية و الحزب الشيوعي اللبناني و النائب السابق علاء ترو لتامين إجماع على لائحة واحدة ” لكن هذا لا يمنع اننا سنشهد لوائح أخرى منافسة”.

وفي المحصلة يرى شمس الدين أن المشهد ضبابي في بعض الأماكن و هناك تسوية أنجزت في مناطق أخرى و تحالفات قيد الإنجاز في بعض المناطق
وحول طرح البعض للوائح المقفلة والذي يشمل البلدات الكبرى التي تضم بلدياتها ٢٤ عضواً أو ٢١ أو ١٨ عضواً و يبلغ عددهم ٧٣ بلدية في لبنان و تحديداً بلدية بيروت اعتبر شمس الدين أن اللوائح المقفلة من دون توزيع طائفي لا يحقق الهدف لأنه من الممكن أن تذهب الأكثرية سيما في مدينة بيروت إلى انتخاب لائحة من لون طائفي واحد ” ولذلك طرح اقتراح آخر و هو لوائح مقفلة بتركيب طائفي مسلمين و مسيحيين و هذا ممكن أن يؤمن المناصفة”.

ووفقاً لشمس الدين المشكلة في مدينة بيروت أن هناك 515 ألف ناخب 66% منهم هم من المسلمين (50% سنة) و 33% من المسيحيين و 1% من الإسرائيليين والمواقع الـ 24 في هذه الدائرة موزعة عرفاً 12 مسلمين و 12 مسيحيين لكن لا شيئ يضمن هذا الأمر لافتاً إلى أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو الذي كان يضمن هذا التوازن أو هذه المناصفة “وبالتالي اليوم يوجد مأزق كبير في غياب تيار المستقبل و القوة السنية الأساسية هناك خوف من عدم حصول المناصفة”.

وهنا يرى شمس الدين أننا أمام حل من ثلاثة إما ان تؤجل الإنتخابات في بيروت أو نصل إلى مجلس بلدي من لون طائفي واحد أو نتمكن من تعديل القانون لتأمين المناصفة لافتاً أن تعديل القانون مرتبط أيضاً بمسألة ثانية وهي إذا كان المسيحيون يريدون تكريس العرف الطائفي بقانون فإذاً المسلمون يطالبون بتقليص صلاحيات المحافظ الأرثوذكسي لأن كل المجالس البلدية السلطة التنفيذية فيها بيد المجلس البلدي إلا في مدينة بيروت فهي بيد المحافظ الأرثوذكسي”وبذلك ندخل في بازار سياسي طائفي المسلمون يقولون تريدون تكريس المناصفة قانوناً فإذاً علينا تقليص صلاحيات المحافظ قانوناً أيضاً”.

ورداً على سؤال حول الدور الذي تلعبه البلديات و أهمية إجراء الإنتخابات البلدية قال شمس الدين البلدية كما يعرفها القانون هي إدارة محلية تتمتع بالإستقلال المالي و الإداري أي لديها صلاحيات واسعة بحيث كل ما يتعلق بالشأن العام أو له صفة المنفعة العامة يدخل في إختصاص المجلس البلدي من صحة و تربية و بيئة و غيرها لافتاً إلى أن أكثرية البلديات اليوم تعاني من عجز مالي إذ أن توزيعات الصندوق البلدي المستقل التي كانت تصل سنوياً إلى 300 أو 400 مليون دولار اليوم لا تتعدى 9 ملايين دولار بالإضافة إلى أن الجباية الذاتية ضئيلة جداً لأن الناس لا تدفع إلا إذا كانت تريد خدمة ما من البلدية.

ورأى شمس الدين أن الطريقة التي تجري فيها الإنتخابات لجهة السرعة قد تمنع الناس الجديين من الترشح و بالتالي سيكون هناك تراجع في نسبة الاقتراع وهذا يؤدي إلى مجيء ناس إلى البلديات لا يتمتعون بالخبرة و الكفاءة “وبالتالي لا نكون قد احدثنا تغييراً سيما و أن البلديات اليوم في حالة شلل و إذا انتخبنا مجالس بلدية غير كفوؤة و لا تتوفر بالإمكانيات المالية فلا مغذى لهذه الانتخابات التي يجب أن تكون فرصة لنقل الواقع البلدي من حال الترهل و الانهيار إلى حال الانتعاش والازدهار”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق