سور مجرى العيون.. جوهرة الفسطاط

سور مجرى العيون.. جوهرة الفسطاط
سور
      مجرى
      العيون..
      جوهرة
      الفسطاط

القاهرة: «الخليج»
أعادت جهود حكومية مضنية، بُذلت على مدار سنوات، منطقة سور مجرى العيون، إلى صدارة المواقع السياحية والترفيهية في مصر، بعدما ظلت لعقود تعاني الإهمال والعشوائيات، رغم ما تضمه من تحفة مملوكية على تخوم منطقة القلعة.
وترجع تسمية تلك المنطقة، إلى قناطر المياه الفريدة، التي أنشأها السلطان الكامل صلاح الدين يوسف بن أيوب، الشهير بصلاح الدين الأيوبي، مؤسس الدولة الأيوبية في مصر، الذي تولى الحكم لمدة 24 عاماً، من سنة 565 هجرية، حتى سنة 589 هجرية، فبنى تلك التحفة المعمارية، لينقل من خلالها مياه النيل إلى عساكره المرابطين في القلعة، فقد كانت القلعة في ذلك الوقت تزود بالمياه، عبر بئر وحيدة، كان قد حفرها الوزير بهاء الدين قراقوش، وأطلق عليها «بئر يوسف»، لكن مع مرور الوقت فسدت مياه البئر، في الوقت الذي كان السلطان الكامل، يفكر جدياً في تحويل القلعة إلى مقر للحكم، ونظراً لما تحتاج له القلعة من زيادة في حجم المياه، ولدت فكرة إنشاء مجرى للمياه أعلى السور، الذي كان قد بناه حول القاهرة لجلب المياه من النيل، ورفعها للقلعة عبر مجموعة السواقي.
حظيت تلك القناطر على فرادة معمارها، باهتمام كبير من السلاطين الذين تناوبوا على حكم مصر، بعد وفاة الناصر صلاح الدين، فجددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديداً كاملاً عام 712 هجرية، فيما أقام لها السلطان الغوري خلال حكمة، مأخذاً جديداً للمياه ضم ست سواقٍ لا تزال بعض آثارها باقية بالقرب من مسجد السيدة عائشة.
ويقول خبراء مصريون إن الناصر محمد بن قلاوون، أعاد بناء سور مجرى العيون كاملاً على مرحلتين، إذ لم يكتف ببناء أربع سواقٍ جديدة على النيل بمنطقة فم الخليج، كانت تختص برفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد، الذي يعرف اليوم باسم إسطبل عنتر، تجاه مسجد «أثر النبي»، وهو المبنى الذي حوله محمد علي باشا أثناء حكمة إلى جبخانة للسلاح، وإنما تولى السور برعايته فأمر بترميمه كاملاً، وبناء ما تهدم منه بفعل عوامل الزمن، حتى أن طول السور في عصره بلغ 3500 متر.
ظلت السواقي الست تتولى لعقود طويلة، مهمة رفع المياه إلى القناة الصغيرة الموجودة أعلى السور، والمحمولة على مجموعة ضخمة من العقود المدببة، قبل أن تنتهي إلى صب مياهها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، بهدف تزويدها بالمياه الكافية، إذ كان سور مجرى العيون، هو الساقي الرئيسي لتلك المنطقة الصحراوية آنذاك، وكلما جرت به المياه ازدهرت الحدائق المحيطة بالقلعة، وروى الناس عطشهم، ونمت الأشجار.
يتميز سور مجرى العيون بطرازه المعماري الذي يجسد عظمة فنون العمارة الإسلامية في العصر الأيوبي، إذ بني باستخدام حجر النحيت الذي يتميز بصلابته وقوته، ويبدأ السور من منطقة فم الخليج مروراً بمنطقة السيدة عائشة وينتهي عند القلعة، ويضم السور برجاً رئيسياً يسمى برج المأخذ، يحتوي وحده على ست سواقٍ، وهو مكون من عدة عقود، تسمى عقود السواقي، وهي العقود المسؤولة عن حمل القناة المائية.
ومنذ سنوات أدرجت الحكومة المصرية السور ضمن خطة تطوير مدينة الفسطاط القديمة، فأزالت العشوائيات التي أحاطت به، وحولت المنطقة إلى مزار أثري يليق بعظمة السور، وأمدته بكافة أدوات العصر من إضاءة ليزرية، ومساحات خضراء، وشيدت مجموعة من الفنادق على الطراز العربي والإسلامي، بهدف تحويل منطقة سور مجرى العيون، إلى واحدة من أهم الأماكن السياحية والترفيهية في العاصمة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جمعية ارتقاء الصحية بأضم تنظم مبادرة لمعايدة المرضى خلال عيد الفطر
التالى سور مجرى العيون.. جوهرة الفسطاط