لقد أفرزت التحولات التكنولوجية المتسارعة ؛ كالذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والأنظمة الذكية، وتقنيات الواقع المعزز والافتراضي، فرصًا نوعية لتحسين شروط وظروف العمل وتعزيز الصحة والسلامة المهنية، ولكنها في الوقت ذاته طرحت تحديات جديدة تتطلب استجابة مؤسسية وتشريعية فعّالة، توازن بين تسخير التكنولوجيا من جهة، وضمان حماية العاملين والعاملات من المخاطر الناشئة والمستجدة من جهة أخرى.
يعكس شعار هذا العام التغيرات الجذرية التي يشهدها عالم العمل
يعكس شعار هذا العام التغيرات الجذرية التي يشهدها عالم العمل، حيث أسهمت الأدوات الرقمية الحديثة، من أجهزة قابلة للارتداء إلى أنظمة التنبؤ بالحوادث، في الحد من الإصابات المهنية، وتعزيز التدابير الوقائية، وتوفير تدريب عملي وآمن باستخدام تقنيات المحاكاة. وانطلاقاً من أهداف منظمة العمل العربية فيما يخص تحسين شروط وظروف العمل في الدول الأعضاء، نؤكد على أهمية مايلي:
1. اعتماد نهج تشاركي شامل في تصميم وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل، يضمن إشراك العمال ونقاباتهم في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ والتقييم.
2. تطوير التشريعات الوطنية في الدول العربية لتشمل أنماط العمل الجديدة، وما تتضمنه من مخاطر ناشئة، بما في ذلك: الإجهاد التكنولوجي، والمخاطر النفسية والاجتماعية الناجمة عن العمل عن بُعد والعمل عبر المنصات الرقمية.
3. دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في أنظمة إدارة السلامة والصحة المهنية، على أن يتم ذلك ضمن أطر تشاركية تحترم الخصوصية في بيئات العمل.
4. تعزيز ثقافة الصحة والسلامة عبر حملات توعية شاملة، تستهدف فئات القوى العاملة في مختلف القطاعات، لا سيّما العاملين في الاقتصاد غير المنظم والعاملين عبر المنصات الرقمية.
5. تفعيل الحوار الاجتماعي الثلاثي بين الحكومات، ومنظمات أصحاب العمل، والعمال، كآلية أساسية لصياغة سياسات وتشريعات قادرة على الاستجابة للتحديات الرقمية، وضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا.
6. تعزيز التدريب والتأهيل المهني بما يتوافق مع خصوصيات الدول العربية، وذلك من خلال تطوير مناهج تدريب حديثة، تعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، لا سيّما في القطاعات ذات الخطورة العالية.
7. تشجيع استخدام التكنولوجيا المبتكرة في القطاعات عالية الخطورة للحد من الإصابات وتحسين جودة بيئة العمل.
تُشيد منظمة العمل العربية بالمبادرات النوعية التي أطلقتها العديد من الدول العربية
وفي هذا الإطار، تُشيد منظمة العمل العربية بالمبادرات النوعية التي أطلقتها العديد من الدول العربية في مجال تحديث تشريعات العمل وتطوير أنظمة إدارة السلامة والصحة المهنية في ظل التحول الرقمي، كما تدعو إلى تكثيف جهود التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات على المستويين العربي والدولي لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم العمل.
0 تعليق