الجرائم الإلكترونية.. ملايين الضحايا وتكاليف بالمليارات
بينما تنظر الضحية لشاشة هاتفها متعجبة، إذا بكل محتويات الهاتف من تطبيقات وصور وغيرها يتم مسحه تلقائيًا دون تدخل منها أو فهم لما يحدث، وخلال دقائق حاول المبتز تغيير جميع كلمات المرور لصفحات التواصل الخاصة بها، لم تفهم (د.س) ما حدث إلا عندما اتصلت بصديق لينقذها، وفسر لها أن ما حدث نتيجة استيلاء شخص على الإيميل المرتبط بالهاتف، وعن طريقه استطاع مسح جميع البيانات.
عملت الضحية وصديقها على استعادة الحساب المسروق الذي يضم جميع صورها الخاصة وأرقام الهواتف والعناوين وكلمات المرور وجميع البطاقات البنكية المرتبطة، دقائق وأرسل لها المبتز طالبًا تحويل مبلغ مالي، بدلًا من استغلال صورها الموجودة بالحساب ونشرها على الإنترنت، وما بين نوبات البكاء والهلع والخوف من المجهول، استطاع صديقها استرجاع الحساب مرة أخرى بأقل الخسائر.
sema ali . فتاة تحكي تجربتها مع الابتزاز الإلكتروني
ربما أنقذ القدر (د.س) من مجهول لم يكن في الحسبان، ولكن مع استمرار سلسلة الجرائم الإلكترونية التي تحدث مئات المرات كل دقيقة، يوجد عشرات الفتيات غيرها يقعن فريسة للمبتزين والمحتالين، وعلى الرغم من تكرار وقائع الابتزاز والاحتيال الإلكتروني في مصر، إلا أنه لا يوجد أي إحصائيات رسمية حول عدد الضحايا.
إحصائيات غائبة
يحاول هذا التقرير الكشف عن الأضرار الناجمة عن الجرائم الإلكترونية، والاحصائيات الخاصة بالابتزاز الإلكتروني وكيف تواجه مصر تلك الظاهرة، خاصة بعد انتحار أكثر من فتاة على مدار السنوات الماضية بسبب تعرضها للابتزاز.
يعد الابتزاز الإلكتروني أحد أنواع العنف الذي عرفته هيئة الأمم المتحدة، بأنه أي شكل من أشكال العنف التي يتم ارتكابها باستخدام الوسائل التكنولوجية المختلفة، وهو أحد أنواع الجريمة الإلكترونية التي تهدد الدول والمؤسسات على حد سواء.
خلال مناقشة قانون "مكافحة جرائم المعلومات" عام 2018 بمجلس النواب، كشفت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن أن شهري سبتمبر وأكتوبر من نفس العام شهدا تقديم 1038 بلاغًا بجرائم إلكترونية، فيما شهدت آخر 10 أيام من شهر أكتوبر 365 جريمة إلكترونية، فضلًا عن حالات أخرى لم تطلب المساعدة بسبب اتصالها بقضايا تمس الشرف.
مبادرات دعم وإنقاذ
بالتزامن مع جهود الدولة للحد من جرائم الابتزاز الإلكتروني، انطلقت عدة مبادرات من منظمات نسوية أو مبادرات شخصية من أجل دعم الضحايا ومساندتهم، ومنها مبادرة اتكلم/ي، ومبادرة قاوم، فضلًا عن محاولة تلك المبادرات في توثيق حالات الابتزاز للفتيات بشكل خاص.
في دراسة أصدرتها مبادرة اتكلم/ي عام 2024، أكدت أن 90 % من الضحايا من الإناث، وكان متوسط أعمار الضحايا الأكثر تعرضًا للابتزاز ما بين 20 و 25 عامًا، وبشكل عام شمل الابتزاز جميع الأعمار من 7 سنوات حتى 60 عامًا.
طبقًا للدراسة فإن أغلب الضحايا كانوا من محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة – الجيزة - القليوبية)، وكانت السنبة الأقل في مدن القناة والصعيد، تحليل البيانات يشير إلى أن انخفاض النسبة في بعض المدن مقارنة بالقاهرة والوجه البحري قد يعود إلى عدم القدرة على الوصول للإنترنت، أو التمسك بالعادات والتقاليد في بعض المناطق خاصة الريف، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه المؤشرات لا تدل على انخفاض جرائم الابتزاز بهذه المناطق، ولكن عدة أسباب قد تحول دون الإبلاغ عنها أو معرفتها، وهو ما أكدت عليه الدراسة.
تشير الدراسة، إلى أن السبب الأول في جريمة الابتزاز الإلكتروني هو ابتزاز الضحية جنسيًا، وهو واحد من أبرز الأسباب التي أدت إلى إقدام عدة فتيات على الانتحار بسبب الضغط النفسي الذي عايشوه، تلاه الابتزاز المالي، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل إنهاء علاقة عاطفية، أو تنازل عن منصب، أو بدافع الانتقام.
نتائج دراسة اتكلم/ي، جاءت متوافقة مع نتائج التقرير السنوي لمنظمة إدراك للتنمية والمساواة الخاص بالعنف الموجه ضد النساء لعام 2024، حيث أشار التقرير أنه تم تسجيل 1195 حالة عنف ضد النساء، منها 60 حالة ابتزاز للفتيات و6 جرائم تشهير، وكانت محافظات القاهرة الكبرى في الصدارة، كما أن أغلب الضحايا تعرضوا للابتزاز الجنسي والمالي، منهم 15 ضحية تعرضوا لابتزاز على يد خطيب أو شريك أو زوج سابق أو حالي.
التقرير أكد أن الحالات المذكورة لا تعني عدم وجود حالات أخرى، ولكنها الحالات التي سجلها المرصد معتمدًا على أرشيف الأخبار وبيانات النيابة العامة، في محاولة لتقريب الواقع حول جرائم الابتزاز الإلكتروني.
96 مليون مستخدم للإنترنت في مصر
وفقًا لتقرير "digital report" السنوي، الذي نشر بالشراكة بين we are social و meltwater، فإن أكثر من 96 مليون مصري يستخدمون الإنترنت بنسبة 82 % من السكان، وبمتوسط 7 ساعات ونصف يوميًا، بوسائل اتصال مختلفة سواء كان الهاتف أو جهاز الكمبيوتر أو الشاشات الذكية، فضلًا عن أن نصف المصريين تقريبًا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، كما تطرق التقرير إلى إنفاق المصريين ملايين الدولارات على الشراء أونلاين، على الموضة والغذاء غيرها من الخدمات، وهو ما يعني وجود ملايين الضحايا المحتملين.
فضاء رقمي غير آمن
في دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة عام 2020 على الدول العربية، أكدت أن نصف من شملتهم الدراسة تعرضن للعنف الإلكتروني، وواحدة من كل 3 نساء تعرضن للعنف الرقمي، وانتقل العنف إليها في الخارج بينما تعرض 44% من النساء للعنف أكثر من مرة، وواحدة من كل 5 نساء تعرضن للعنف تقوم بحذف أو وقف حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
الدراسة أشارت إلى أن 43 % من الضحايا تعرضوا للعنف على موقع فيسبوك، يليه انستجرام 16 %، وواتساب 11%، وعلى الرغم من أن الدراسة أوضحت أن 30% ممن شاركوا في الاستبيان الخاص بالدراسة، ارتكبوا أعمال عنف على الإنترنت، إلا أن العديد من الرجال يقعون فريسة للابتزاز، حسبما يقول (م.أ) 36 عامًا، الذي يكشف أنه تعرض للابتزاز على تطبيق لينكد إن، وذلك بعدما ارتبط بعلاقة عاطفية مع فتاة على التطبيق، ومع تطور العلاقة بينهما استطاعت الفتاة أن تقنعه بإرسال صور خاصة له، وبعد أيام فوجئ بالفتاة تطلب منه مبلغ مالي قبل أن تنشر صوره على الإنترنت، فما كان منه إلا أن يمسح الفتاة من قائمة الأصدقاء ويغلق بشكل مؤقت جميع وسائل التواصل الخاصة به.
طريق إلى الانتحار
لا تتوقف آثار الابتزاز عند الخسائر المالية أو الاجتماعية، بل تمتد إلى الجانب النفسي، حيث يقود الخوف من الفضيحة إلى العزلة والاكتئاب وأحيانًا إلى الانتحار، وبسبب عدم طلب المساعدة ومسايرة المبتز خوفًا على السمعة والشرف، شهدت مصر العديد من حالات الانتحار على مدار السنوات الماضية، بسبب جرائم الابتزاز الإلكتروني، ففي مطلع عام 2022 أقدمت بسنت خالد "17 عامًا" من مدينة طنطا على الانتحار بابتلاع حبوب سامة، بسبب قيام أحد الأشخاص بمساومتها على إقامة علاقة جنسية أو نشر صورها على الإنترنت، لم تفكر بسنت في طلب المساعدة من أهلها أو تقدمها ببلاغ، ولكنها فكرت في نظرة المجتمع الريفي الذي تعيش فيه، ما دفعها إلى الانتحار هربًا قبل أن تقع الفضيحة.
في عام 2024، ولنفس السبب الذي راحت ضحيته بسنت، أقدمت الطالبة نيرة المعروفة إعلاميًا ب"طالبة العريش" على الانتحار، بعد تهديدها بنشر صورها الخاصة.. وما بين بسنت ونيرة عشرات الفتيات لا يسمع قصصهن أحد.
وبحسب تقرير لمنظمة صوت لدعم المرأة، شهد عام 2024 حوالي 80 حالة انتحار من الفتيات، من بينهن العديد من الحالات اللاتي انتحرن بسب بالابتزاز والعنف الإلكتروني، فضلًا عن فتيات لم يتم الكشف عن أسباب انتحارهن.
وتقول الدكتور سامة خضر، أستاذ علم الاجتماع، إن الفتيات يقعن ضحية للعديد من الجرائم الإلكترونية، وهو ما قد يؤدي بهن إلى الانتحار خوفًا من الفضيحة، مشيرًة إلى أنه يجب أن يبرز هنا دور الأهل والمساندة والدعم، بدلًا من التأنيب الذي يكون له أضرار نفسية سيئة على الفتيات.
سامية خضر
وأكدت خضر ل"البوابة نيوز"، أن الدولة تقوم بجهود كبيرة لمكافحة الابتزاز الإلكتروني، ويجب أن يكون للأهل دور كذلك، خاصة مع انتشار تلك الجرائم وقيام العديد من الفتيات على مدار السنوات الماضية بالانتحار.
الدستور يحظر انتهاك الحياة الخاصة
حذر الدستور المصري والقوانين من انتهاك حرمة الحياة الخاصة، حيث تضمنت المادة 57 من الدستور المصري على أن للحياة الخاصة حُرمة وهي مصونة لا تُمسّ، والمراسلات البريدية والبرقية والإلكترونية، والمحادثات الهاتفية، وغيرها، وسيرتها مكفولة ولا يجوز مصادرتها أو الاطلاع عليها أو رقابتها إلا بأمر قضائي مسبب ولمدة محدودة.
كما نص قانون مكافحة جرائم المعلومات في الفصل الثالث المختص بالجرائم المتعلقة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتي غير المشروع في المادة 25 على: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تتجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصري أو انتهك حرمة الحياة الخاصة، أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته".
كما تنص المادة 26 من القانون على: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تتجاوز 300 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتى أو تقنية معلوماتية فى معالجة معقطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى مناف للأداب العامة أو لإظهارها بطريقة من شانها المساس باعتباره أو شرفه".
35 % من الشباب والمراهقين تعرضوا للابتزاز الرقمي
يقول المهندس محمد الحارثي، خبير أمن المعلومات، إن ما بين 25% إلى 35% من الفئة العمرية من 18 إلى 25 عامًا تعرضوا لنوع من أنواع الابتزاز الإلكتروني، مع تزايد واضح في استهداف الأطفال أيضًا، سواء عبر التنمر الرقمي أو الاستغلال الجنسي، وتتنوع دوافع هذه الجرائم ما بين الابتزاز المالي أو الجنسي، ولا تقتصر على فئة عمرية دون غيرها، حيث تشمل الضحايا الجميع من المراهقين وحتى كبار السن، مع اعتماد المجرمين على سرقة البيانات واستخدامها لاحقًا في التهديدات أو الاحتيال الإلكتروني.
محمد الحارثي
فيما يؤكد الدكتور أحمد حنفي، الرئيس التنفيذي لشركة ديجيتال بلانتس لحلول التحول الرقمي، في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن نسبة بلاغات الابتزاز الإلكتروني عالميًا زادت بنسبة تقارب 30% بين عامي 2022 و 2023، مع تنفيذ نحو 71 % من هذه الجرائم عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، إنستجرام، سناب شات، واتساب، وتليجرام.
مصر تخوض حربًا بلا ضجيج لتأمين بنيتها الرقمية
الأمر لا يقتصر على انتهاك الحياة الخاصة للأفراد وحسب، ولكن تعاني المؤسسات الحكومية والخاصة من التهديدات السيبرانية التي تستهدف أنظمتها عن طريق برامج الفدية، وفي هذا السياق، أحرزت مصر تقدمًا ملحوظًا في ملف الأمن السيبراني، وأطلقت الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في مصر (2023-2027)، والتي تهدف إلى إرساء فضاء سيبراني قوي ومرن وآمن، يُسهم في الازدهار الاقتصادي والأمن القومي.
ويشير الدكتور شريف هاشم، أستاذ الأمن السيبراني بجامعة جورج ماسون الأمريكية في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، إلى أن مصر وضعت استراتيجية وطنية للأمن السيبراني منذ عام 2017، حددت 10 قطاعات حيوية تحتاج إلى حماية خاصة، أبرزها: الطاقة، النقل، الاتصالات، الخدمات المالية، الصحة، والمياه.
شريف هاشم
وأوضح هاشم، أن تأمين هذه القطاعات يتطلب جهودًا ضخمة تشمل الأجهزة، والبرمجيات، وتدريب الكوادر، بالتعاون مع الجهات الأمنية والقطاع الخاص، لضمان عدم تعرض هذه القطاعات الحيوية لشلل بسبب هجمات الفدية أو الابتزاز الرقمي.
كما أدرج الاتحاد الدولي للاتصالات، مصر، ضمن الدول الأعلى تصنيفًا في مؤشر الأمن السيبراني العالمي (GCI) للعامين 2023/2024، وتصنيفها كنموذج رائد يُحتذى به على مستوى العالم في هذا المجال، كما برزت مصر ضمن 12 دولة فقط نجحت في تحقيق 100 نقطة كاملة من إجمالي المؤشر، من أصل 47 دولة أُدرجت ضمن الفئة الأعلى.
هجمات الفدية تهدد المؤسسات
ووفقًا لتقرير صادر من شركة تريند مايكرو المتخصصة في الأمن السيبراني، فإن أنظمة الدفاع السيبراني المدعومة بالذكاء الاصطناعي التابع للشركة، نجحت في التصدي لأكثر من 34 مليون تهديد الكتروني داخل مصر خلال النصف الأول من عام 2024، بما في ذلك تهديدات البريد الإلكتروني والهجمات باستخدام البرامج الخبيثة وغيرها من التهديدات السيبرانية المعقدة.
فيما قال أحمد حنفي، أن مصر تصدت لأكثر من 83 مليون تهديد إلكتروني خلال عام واحد، من بينها 18 مليون عبر البريد الإلكتروني، و8 ملايين عبر برمجيات الفدية، ما يضعها في صدارة الدول المستهدفة في الشرق الأوسط، ويؤكد ضرورة استمرار دعم وتحديث منظومة الأمن الرقمي بشكل شامل ومتواصل.
أحمد حنفي
على صعيد متصل، يوضح محمد الحارثي، أن مصر استثمرت أكثر من 20 مليار جنيه لحماية البنية التحتية الرقمية، عبر مشروعات استراتيجية كبرى مثل مركز الحوسبة السحابية والشبكة الوطنية لمراقبة الطوارئ، وذلك بدعم مباشر من القيادة السياسية، ويُعد القطاع المالي من أكثر القطاعات المستهدفة بالهجمات السيبرانية، مشيرًا إلى أن مصر عززت قدراتها الدفاعية من خلال مراكز مثل مركز طوارئ الحاسب بالبنك المركزي، وجهات تابعة لوزارة الاتصالات، والتي تجري اختبارات دورية للتصدي لأي تهديدات محتملة.
4 شركات ضحية كل دقيقة
بحسب منظمة (av-test) المتخصصة في تقييم وتصنيف برامج مكافحة الفيروسات، فإن 4 آلاف هجوم إلكتروني يقع كل 4 ثواني في العالم، بينما يتم الكشف عن أكثر من 560 ألف برنامج خبيث يوميًا، وبشكل يومي يوجد 3.4 مليار رسالة تصيد احتيالية، فضلًا عن وجود حوالي مليار برنامج ضار، وفي كل دقيقة تقع 4 شركات ضحية للهجمات الإلكترونية، بالإضافة إلى تسجيل حوالي 17 مليون حالة إصابة بالبرامج الخبيثة شهريًا.
وعلى مدار السنوات الماضية، تعرضت العديد من المؤسسات الكبرى إلى هجمات إلكترونية تسببت في خسائر بالمليارات، وذلك عن طريق برامج الفدية، والتصيد الاحتيالي، وهو ما دفع الدول إلى الاستثمار بشكل أكبر في مجال الأمن السيبراني.
في سياق متصل، كشف تقرير لأحد شركات الأمن السيبراني العالمية "التي فضلت عدم ذكر اسمها"، أن عام 2024 شهد العديد من الهجمات الإلكترونية في مصر على أنظمة الحاسب، والأجهزة المحمولة، والأفراد من خلال أساليب الهندسة الاجتماعية، وقد استهدف العديد من هذه الهجمات جميع هذه المجالات في آنٍ واحد.
وأضاف التقرير، المقرر صدوره مطلع الشهر المقبل، وحصلت "البوابة نيوز" على نسخة منه، أن البنية التحتية لمشغلي شبكات الهاتف المحمول، التي تندرج ضمن فئة معدات الحاسب والشبكات كانت هدفًا بارزًا، وفي أوائل مارس 2024، شنّت مجموعة القرصنة "أنونيموس سودان" سلسلة من هجمات حجب الخدمة الموزعة (DDoS) عطلت خدمات الاتصالات في مصر.
واستهدف الهجوم اثنتين من أكبر مشغلي شبكات الهاتف المحمول في البلاد، فودافون مصر واتصالات مصر، واستمر الهجوم لأكثر من خمس ساعات، تاركًا ملايين المستخدمين دون وصول إلى خدمات الاتصالات.
مليار دولار خسائر كل دقيقة
بحسب مؤسسة "Cybersecurity Ventures"، من المتوقع أن ترتفع تكاليف الأضرار الناجمة عن الجرائم الإلكترونية العالمية بنسبة 15% سنويًا خلال 2025، لتصل إلى 10.5 تريليون دولار أميركي نهاية العام، وذلك ارتفاعًا من 3 تريليون دولار أميركي في عام 2015.
الخسائر المالية المتوقعة لعام 2025 بسبب الجرائم الإلكترونية
وكشفت المؤسسة، أن الخسائر تشمل 9.5 تريليون دولار أمريكي سنويًا، 793 مليار دولار أمريكي شهريًا، 182.5 مليار دولار أمريكي أسبوعيًا، 26 مليار دولار أمريكي يوميًا، مليار دولار أمريكي في الساعة، 18 مليون دولار أمريكي في الدقيقة، 302 ألف دولار أمريكي في الثانية الواحدة.
وفي دراسة بعنوان "دراسة تحليلية تطبيقية لاقتصاديات الأمن السيبراني ودوره في تحقيق الأمن لأنظمة المعلومات والقطاع المصرفي في مصر"، كشف الدكتور أيمن أحمد على، أن الهجمات السيبرانية ارتفعت على المؤسسات المصرفية بالشرق الأوسط، وهو ما يؤثر على قطاعات مختلفة ويهدد الاستقرار المالي والاستثمارات المرتقبة، منوهًا أن هذا الارتفاع واجهه ارتفاع في الاستثمار في مجال الأمن السيبراني.
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أصدرت عام 2022 دراسة بالتعاون مع منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول"، تحت عنوان "دور المؤسسات المالية في الحد من الجرائم المعلوماتية"، أكدت خلالها أن المواقع الاحتيالية يزورها يوميًا 137 ألف مواطن عربي، وذلك عن طريق استخدام هذه المواقع للإعلانات الاحتيالية لاستهداف الضحايا، محذرة من الوقوع في فخ الإعلانات الكاذبة.
0 تعليق