مكسب مليون جنيه لمن يمتلك الحد الأقصى من الحصص بالاتحاد حال تم قبول العرض
وصف هاني أمان، العضو المنتدب لشركة الشرقية «إيسترن كومباني»، رفض اتحاد العاملين المساهمين بالشركة العرض المقدم من مجموعة إي أف جي القابضة «هيرميس سابقًا»، لشراء حصة الاتحاد بالشركة بالخسارة الكبيرة للعمال، مشيرًا إلى أن العرض كان سيعوض الكثير من العمال الذين يخرجون للمعاش بسبب تدني قيمة ما يحدده الاتحاد لشراء حصصهم.
وتقدمت مجموعة إي أف جي الأسبوع الماضي، للمرة الثانية بعرض شراء حصة اتحاد العمال المساهمين بالشركة الشرقية، بسعر 37 جنيها للسهم الواحد، بدلاً من 35 جنيها للسهم في العرض الأول.
وأغلق سعر سهم الشركة نهاية تعاملات أمس الأربعاء، مرتفعًا بنسبة تجاوزت 3% عند 34.15 جنيه، في حين كان يتداول عند مستويات تتراوح بين 30 و31 جنيهًا وقت تقديم العرض.
ويمتلك اتحاد العاملين المساهمين حصة 5.20% من أسهم الشركة الشرقية، في حين تتوزع باقي ملكية الشركة بين جلوبال للاستثمار القابضة بواقع 30%، والشركة القابضة الكيماوية 20.95%، وصناديق استثمار ALLAN GRAY بنسبة 7.16%، والباقي تداول حر بالبورصة.
وكانت الحكومة قد باعت 30% من أسهم الشرقية للدخان في عام 2023 لصالح شركة جلوبال القابضة للاستثمارات الإماراتية بقيمة إجمالية وصلت إلى 19 مليار جنيه ضمن برنامجها للطروحات الحكومية.
وحصل العرض على موافقة 1707 أعضاء بالاتحاد في اجتماع الجمعية العمومية في 19 أبريل الماضي، إلا أن الجمعية العامة للاتحاد لم تقره لعدم حصوله على موافقة 75% من إجمالي عدد الأصوات البالغ 3321 صوتًا.
وأوضح «أمان» في تصريحات خاصة ل«الشروق»، أن مجلس إدارة الشرقية للدخان ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالعرض، وأنه حصل عليه بصفته الشخصية بناء على طلب من مجلس نقابة العاملين وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد وكبار العاملين بالشركة؛ لبيع حصتهم بالشركة بعد شكاوى كثير من العاملين من تدني قيمة ما يحصلون عليه من أموال نظير حصصهم بالاتحاد بعد بلوغ سن المعاش، وذلك مقارنة بالسعر السوقي لسهم الشركة بالبورصة.
وتشكل اتحاد العاملين المساهمين في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتحفيز العاملين على الإنتاج من خلال تملك أسهم بالشركة، فيما تقدر قيمة ما يمتلكه حاليًا بنحو 6 مليارات جنيه.
وبموجب القانون المنظم له، يسمح الاتحاد بتملك العاملين بالشركة حصصًا فيه بناءً على مدة خدمته بالشركة، ويحق للعامل بيع هذه الحصة للاتحاد بعد بلوغه سن المعاش، أو رحيله من الشركة قبل هذه السن، وذلك وفقًا لسعر شراء يعلنه مجلس إدارة الاتحاد سنويًا، والذي يتم تحديده بناء على سعر السهم بالبورصة.
ووفقًا لآخر اجتماع جمعية عمومية، حدد اتحاد العاملين المساهمين بالشركة الشرقية حجم الحصة الواحدة للعامل بما يعادل 57 سهمًا من أسهم الشرقية المدرجة بالبورصة، ويكون الحد الأقصى من الحصص المسموح للعامل بتملكها نحو 700 حصة، وبلغت قيمة شراء حصة العامل لمن يصلون سن المعاش نحو 500 جنيه.
وذكر أمان، أن العرض المقدم من المجموعة المالية «هيرميس»، قيم سعر سهم الشرقية للدخان بزيادة أكثر من 20% عن السعر السوقي لسهم الشركة وقت تقديم العرض؛ ما رفع قيمة الحصة الواحدة للعامل بالاتحاد التي تعادل نحو 57 سهمًا بالشركة الشرقية من 500 جنيه حاليًا إلى 2100 جنيه.
وتابع أمان «بناء عليه قدرت القيمة الإجمالية للعامل الذي يمتلك الحد الأقصى من الحصص بالاتحاد بنحو 1.450 مليون جنيه، بينما يتم تقييمها حاليًا عند 350 ألف جنيه»، مضيفًا «لو تم قبول العرض هذا يعني أن العامل الذي كان سيخرج للمعاش هذا العام كان سيحصل على مكسب نقدي مليون جنيه».
وقال أمان، إن رفض العرض ليس له أي منطق من وجهة نظره الشخصية، «بعض العاملين من أصحاب المصالح أشاعوا توقعات بخصوص أسعار غير منطقية للسهم في المستقبل؛ وتجاهلوا أن آليات العرض والطلب هي من تحدد أسعار السهم، والتي تتباين بين كل فترة زمنية وأخرى».
سجلت الشركة الشرقية للدخان أرباحًا خلال النصف الأول من العام المالي 2024-2025 بقيمة 5.38 مليار جنيه بزيادة 86% على أساس سنوي.
وأضاف أمان، أن العرض كان مهمًا أيضًا للاتحاد من حيث التوقيت الزمني لما يواجهه من تراجع مستمر في أعداد العاملين بالشركة مع استمرارها في تنفيذ استراتيجيتها وخططها بفتح باب المعاش المبكر، وعدم تعيين موظفين جدد.
وانخفض عدد العاملين بالشرقية للدخان من 14 ألف عامل، وقت تأسيس الاتحاد، إلى حوالي 7500 عامل حاليًا.
وتابع أمان أن كل عامل يخرج للمعاش يضغط على الاتحاد ويطالبه بتوفير سيولة، مما سيجعله مضطرا لبيع جزء من حصته لعدم تعيين موظفين جدد، ولكن ما الذي يضمن البيع بنفس سعر العرض على الأقل.
وفي عام 2022 باع الاتحاد نحو 1% من حصته بالشركة في صفقة وصلت قيمتها إلى 34.93 مليون جنيه بسعر 9.8 جنيه للسهم بعد خروج 3 آلاف عامل للمعاش.
0 تعليق