تتناول الحملة عددًا من القضايا الاجتماعية والدينية المهمة التي تمس حياة المواطن اليومية، مثل: مكافحة ظاهرة رشق القطارات بالحجارة، والتوعية بمخاطر الغش بجميع صوره، ومواجهة التنمر والتطرف، وتعزيز روح التعاون الأسري، والحفاظ على نظافة الشارع، واحترام قوانين المرور، والتصدي لآفة التدخين والإدمان، وتأكيد أهمية العمل والانضباط، والتحذير من الاستخدام السيئ لحبوب الغلة، وضرورة التربية الإيجابية للأطفال، فضلًا عن الحث على نبذ الكسل، وتقدير الوقت، واحترام الكلمة.
وقد انعكست هذه القيم في سلسلة من الأنشطة الحيوية التي شهدتها المحافظات؛ حيث تم تنفيذ آلاف من مجالس العلم والذكر حول خطورة رشق القطارات بالحجارة، وعشرات من لقاءات "الجمعة للأطفال" لمناقشة قضايا مثل: "من غشنا فليس منا – النصب الإلكتروني أنموذجًا"، وعشرات الأسابيع الثقافية التي نُظّمت في كل المحافظات، بالإضافة إلى مئات الندوات المدرسية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، بما فيها المدارس العسكرية، إلى جانب عشرات الندوات العلمية الكبرى في عدد من المساجد الكبرى.
وقد شهدت الحملة تفاعلًا واسعًا من وسائل الإعلام المختلفة، ويشارك في دعم الحملة عدد من الوزارات والهيئات، منها: وزارة الموارد المائية والري، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الثقافة، ووزارة البيئة، ووزارة الصحة، ووزارة النقل، والهيئة الوطنية للإعلام، بما يؤكد إدراك الدولة لأهمية التوعية المجتمعية المنضبطة.
إن حملة "صحح مفاهيمك" ليست مجرد برنامج توعوي، بل هي مشروع وعي وطني شامل، جاء في توقيت بالغ الأهمية؛ إذ تتعرض المجتمعات لموجات متلاحقة من الشائعات، والمفاهيم المغلوطة، وسوء استخدام وسائل التواصل، وانتشار السلوكيات السلبية التي تهدد بنية الأسرة واستقرار المجتمع.
ومن هنا، فإن الحملة تمثل استجابة رشيدة لحاجة المجتمع الماسة إلى تصحيح المسار، وتجديد الخطاب التوعوي، وتحصين العقول والنفوس، عبر خطاب هادف، ينطلق من ثوابت الدين، ويخاطب الواقع بلغة عصرية واعية.
إننا ندعو كل إمام وداعية، وكل إعلامي ومُعلِّم، وكل أب وأم، بل وكل مواطن غيور على دينه ووطنه، إلى التفاعل الجاد مع الحملة، بنشر محتواها، ومشاركة رسائلها، ومساعدة الناس على الوصول إليها، وتعريف بعضنا البعض بها، حتى نُسهم جميعًا في بناء مجتمع أكثر وعيًا، وأقدر على مواجهة التحديات بقيمه وثوابته.
0 تعليق