أكد سفير جمهورية التشيك لدى البلاد، يوراي خميل، وجود مشاورات سياسية كويتية ــ تشيكية في براغ خلال الخريف المقبل، مشيرا إلى أن المناقشات جارية لتوقيع مذكرات تفاهم أو اتفاقيات عسكرية بين البلدين. وفي حين كشف عن أن سر تميز قوة علاقات بلاده مع الكويت يكمن في «دبلوماسية الشعب»، أوضح أن المنتجعات الصحية التشيكية تستقبل نحو 6 آلاف كويتي كل عام، كاشفاً في الوقت نفسه أن الرحلات المباشرة بين البلدين ستعود في 5 يونيو المقبل، نظرا للاهتمام الكبير من السائحين الكويتيين بالسفر إلى التشيك. وأكد خميل في لقاء مع «الجريدة» أن «بلاده مكان جاذب للاستثمار الأجنبي المباشر، وواحدة من أكثر البلدان أمانا واستقرارا في العالم»، موضحاً أنه رغم وصوله إلى الكويت منذ بضعة أشهر، فإنه وقع في حبها... وفيما يلي نص الحوار:
وتتمتع التشيك والكويت بتاريخ طويل من الصداقة والتعاون، ونستعد لمساعدة الكويت في وقت الحاجة كما حدث سابقا.
لقد كنا جزءاً من قوات التحالف في عملية «عاصفة الصحراء» لتحرير الكويت من العدوان العراقي، والآن أصبحت التشيك جزءاً من تحالف آخر يساعد أوكرانيا في حربها. وإضافة إلى المستوى السياسي، فإن العلاقات تركز بشكل رئيسي على السياحة الطبية والأعمال التجارية، حيث يزور آلاف المواطنين الكويتيين التشيك كل عام.
وقعتُ في حب الكويت ومستعدون لمساعدتها وقت الحاجة وسر تميز علاقاتنا يكمن في «دبلوماسية الشعب»
أما السر، فهو الدبلوماسية العامة، أو كما تعرف أيضاً بـ «دبلوماسية الشعب»، إضافة إلى «الدبلوماسية عالية المستوى» والمهمة جداً أيضاً.
مذكرات واتفاقيات
• هل هناك زيارات متبادلة رفيعة المستوى في الأفق؟ وماذا عن التعاون على المستوى السياسي؟
- هناك إمكانيات كبيرة لتعميق التعاون على المستوى السياسي، ومن المقرر أن تكون هناك مشاورات سياسية في براغ بالخريف المقبل، أما بالنسبة للاجتماعات الثنائية الأخرى وتوقيع مذكرات تفاهم أو اتفاقيات عسكرية بين بلدينا، فإن المناقشات جارية.
الأمن الغذائي
• كيف يمكن للتشيك المساهمة في الأمن الغذائي للكويت؟
- تقوم التشيك بتصدير مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية والحيوانات الحية، كما أنها تتمتع بمياه معدنية ذات جودة ممتازة يمكن استيرادها إلى الكويت.
ولدينا تقنيات زراعية تقليدية وأخرى ذكية يمكن استخدامها في الكويت، كما أن هناك تقنيات متقدمة لتغذية الماشية تناسب البيئة المحلية في الكويت.
العلاقات التجارية
• هل أنت راضٍ عن مستوى تطوّر العلاقات التجارية بين البلدين؟
- راضٍ، ولكن يمكن أن تكون هذه العلاقات أفضل، وهذا هو هدفي، فحجم التجارة الثنائية بين بلدينا حقق رقماً قياسياً تاريخياً العام الماضي. وزادت صادرات التشيك إلى الكويت بنسبة 54 في المئة على أساس سنوي.
واقتصاد التشيك سوقي حديث ومنفتح يعتمد على إنتاج صناعي واسع النطاق يتم تصديره بنجاح إلى جميع أنحاء العالم، كما أن شركاتنا ومنتجاتنا مبتكرة، وعالية التقنية، وعالية الجودة.
وتروج استراتيجيتنا للابتكار (2019-2030) للتشيك كأرض للفرص العلمية، مع صناعة متطورة مرتبطة بالبحث في العديد من المجالات، إضافة إلى الناس الأذكياء والمثقفين.
وتعد بلادنا واحدة من أكثر دول الاتحاد الأوروبي تصنيعا وتشتهر بخبراتها الممتدة قرونا في مختلف القطاعات، كما تتفوق شركاتها في التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي والبحث والابتكار، ولا تزال هناك إمكانات كبيرة لرفع العلاقات التجارية الثنائية إلى مستويات أكبر وأوسع.
• ما أبرز صادراتكم إلى الكويت؟
- تتصدر صناعة السيارات قائمة صادراتنا إلى الكويت، فضلا عن الصناعات الأخرى المتطورة في قطاع الإلكترونيات، والإضاءة، وآلات البناء، ومنتجات الألبان، والشوكولاته.
الفرص الاستثمارية
• ما الفرص الاستثمارية في بلادكم؟
- تظل التشيك مكاناً جاذباً للاستثمار الأجنبي المباشر، إنها دولة متقدمة، وآمنة وسلمية واقتصادها متطوّر، حيث يحب الناس العيش فيها.
والتشيك بلد آمن ومسالم، ويبلغ عدد سكانها نحو 11 مليون نسمة، وتشترك في حدودها مع ألمانيا والنمسا وسلوفاكيا وبولندا.
ويوفر موقعها الاستراتيجي في قلب أوروبا إمكانية وصول رائعة إلى السوق الأوروبي، كما توفر الدولة بنية تحتية متطورة، وبيئة أعمال شفافة، ووضعا سياسيا مستقرا، وقطاعات خاصة ومصرفية متطورة، وبيئة قانونية فعالة بما في ذلك حماية الاستثمار، ونوعية حياة عالية وقوة عاملة متعلمة وماهرة.
منتجعاتنا الصحية تستقبل نحو 6 آلاف كويتي سنوياً... وعودة الرحلات المباشرة في 5 يونيو
في المقابل، تتدفق معظم الاستثمارات الكويتية بالتشيك في قطاع العقارات، حيث يشتري الكويتيون الأراضي ويبنون عليها المنازل غالبا في مناطق المنتجعات الصحية. ونقوم بمراقبة محفظة الاستثمارات التي تأتي إلى البلاد عبر صناديق الاستثمار الدولية.
• ماذا عن التعاون الثقافي بين البلدين؟
- هناك تعاون ثقافي قائم مع جامعة الكويت، التي تقدم منحاً دراسية للطلاب التشيكيين لمدة عام كامل منذ أكثر من عقد.
• هل شهادات جامعات التشيك معتمدة لدى الكويت؟
- الحكومة الكويتية في طور إصدار اعتمادات جديدة، بعد إلغاء الاعتمادات السابقة. لذلك، لا توجد حالياً شهادات صادرة من الجامعات التشيكية معتمدة في الكويت.
• كيف تقيم السياسة الإقليمية والدولية للكويت؟
- أقدر موقف الكويت لعدم تدخلها في شؤون الدول الأخرى، وحرصها على البقاء محايدة، كما نرى أيضاً أهميتها على الصعيدين الدولي والإقليمي.
المنتجعات الصحية
• ما الذي يميز التشيك عن الدول الأوروبية الأخرى؟
- يحب الكويتيون زيارة التشيك للاستمتاع بمياه الينابيع الحارة والمعالجة، وكذلك للاستفادة من العلاجات الطبية المتخصصة.
ولكل دولة أوروبية خصائصها الفريدة. ونحن نشتهر بثقافتنا العريقة والغنية، وبتنوع الجمال الطبيعي الموجود على مساحة صغيرة، والمأكولات المركزية الأوروبية التي تحمل لمسة تشيكية.
ويحب الكويتيون السفر إلى منتجعات التشيك الصحية للاستمتاع بجو فريد ومناخ معتدل، إضافة إلى تلقي العلاج الطبي المتخصص في إعادة التأهيل والعلاج الطبي. وتستقبل منتجعاتنا الصحية نحو 6 آلاف زائر كويتي كل عام.
ومنذ عام 2022، أصبحت رحلات الطيران المباشرة من مدينة الكويت إلى براغ متاحة عبر شركة طيران الجزيرة، وستعاد هذه الرحلات في 5 يونيو نظرا للاهتمام الكبير من السياح الكويتيين.
الزيارة الأولى للكويت
• زرتَ الكويت للمرة الأولى منذ نحو 20 عاماً... ما الذي جئت لتفعله حينها؟
- عليَّ أن أعترف، أنه رغم أنني وصلت إلى الكويت منذ بضعة أشهر فقط، فإنني وقعت في حبها. وكنت هنا قبل نحو 20 عاما ومكثت بضعة أيام في زيارة دبلوماسية، ومنذ ذلك الوقت قلت لنفسي إنه يجب علي العودة والإقامة فترة أطول. وذلك ليس فقط بسبب خلفيتي التعليمية (حيث درست دراسات الشرق والغرب في جامعة تشارلز في براغ، كلية الآداب)، ولكن أيضا بسبب الهالة التي شعرت بها حينها وما زلت أشعر بها كل يوم الآن.
الكويتي غير مُعفى من التأشيرات وأصدرنا 7 آلاف العام الماضي
أكد السفير يوراي خميل أن الكويتيين لم يعفوا بعدُ من التأشيرات لدخول بلاده، مستدركا: «ولكن يمكنهم التقديم للحصول على تأشيرات متعددة الدخول لمدة 5 سنوات».
وتابع أن «اهتمام الكويتيين بالسفر إلى التشيك الجميلة يزداد، ويمكننا أن نلاحظ أن أعداد التأشيرات السياحية التي أُصدرت لهم تنمو سنويا، وفي العام الماضي، أصدرت السفارة التشيكية نحو 7 آلاف تأشيرة».
شكوى واحدة وسر صغير عن الكويت
قال سفير التشيك: «يمكنني أن أصف الكويت بكلمة واحدة فقط هي (ممتازة)، ولكن لدي شكوى واحدة تتمثل في أن الطعام الكويتي لذيذ جدا، خصوصا الحلويات، ولذا وزني يزيد».
وأضاف: «لدي سر صغير هو أني أحب الطقس الحار جدا، والجاف جدا، ولذلك أشهر الصيف يكون الطقس هنا هو الأنسب لي».
وقعتُ في حب الكويت ومستعدون لمساعدتها وقت الحاجة وسر تميز علاقاتنا يكمن في «دبلوماسية الشعب»