أبلغت الإدارة الأميركية السلطات اللبنانية بمواقف من الممكن اعتبارها “متشدّدة” حول الأوضاع في الجنوب وأداء الحكومة الأمنيّ.
فقد علمت العربية.نت/الحدث.نت من مصادر مطلعة على النقاشات الأميركية اللبنانية والتي جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية، أن المسؤولين في البيت الأبيض وفي وزارة الخارجية أبلغوا الحكومة اللبنانية أن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد خلال وقت قصير جداً أن يرى نتائج”.
كما أضاف المسؤولون أن “لا وقت لإضاعته ويجب أن تصل الأمور بين لبنان وإسرائيل الى إنجازات يمكن الإعلان عنها في مهلة أسابيع”.
تهديد بعمليات عسكرية
أما الأخطر في كل هذه الرسائل التي تولّى إيصالها عدة مسؤولين أميركيين إلى الحكومة في بيروت، بحسب شخصيات اطّلعت عليها إيصال تهديد واضح بأن “ترامب سيسمح بتحركات إسرائيلية عسكرية واسعة في لبنان إن لم تصل الأمور إلى النتائج المطلوبة”.
ما يضع الحكومة اللبنانية أمام تحدّيات حقيقية خصوصاً لجهة الإطار الزمني، لاسيما أنه تمّ انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة حديثاً، وبالتالي فإن الحكم الجديد يحتاج وقتا لإعادة ترتيب وضع الأجهزة الأمنية والعسكرية، وبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية وتجنيد عناصر جديدة لضمّها إلى الجيش اللبناني.
محادثات “دبلوماسية”
وكان الأميركيون أصروا خلال الأسابيع القليلة الماضية على إيجاد صيغة جديدة لتحلّ محلّ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي مدّد حتى منتصف شهر فبراير الماضي.
ومنذ أيام أعلنت نائبة الموفد الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس “أن الولايات المتحدة ستجمع لبنان وإسرائيل لمحادثات دبلوماسية مخصصة لحلّ قضايا عالقة وهي إطلاق سراح السجناء والخلافات على النقاط الحدودية عند الخط الأزرق والنقاط الخمس حيث بقي الجيش الإسرائيلي”.
أما الاختلاف الأكبر في هذا الإعلان مقارنة مع ما سبقه فيقوم على أن الولايات المتحدة تنظر إلى “عقد مجموعات العمل التي يقودها دبلوماسيون لحلّ القضايا”.
المشكلة الرسمية
لكن الأطراف اللبنانيين باتوا يدركون الآن، أن إدارة ترامب تفرض عليهم تحوّلاً أساسياً في إدارة المفاوضات مع إسرائيل. فمنذ المفاوضات الثنائية العام 1992، لم يحصل أن كانت المفاوضات بين البلدين على المستوى “الدبلوماسي” والدبلوماسية تعبّر عند انخراطها في التفاوض عن تمثيل رسمي للدولة أكان لبنان أو إسرائيل.
وقد عبّر لبنانيون تحدّثوا للعربية.نت/الحدث.نت من العاصمة واشنطن، عن نوع من القلق حيال هذه الخطوة، خصوصاً أنها غابت عن المسألة اللبنانية الإسرائيلية لثلاثة عقود.
علما أن هناك مخارج كثيرة يمكن العودة إليها مثل تشكيل وفد لبناني كما حصل في مفاوضات 17 أيار 1983 الذي ترأسه سفير سابق وكان من بين أعضائه شخصيات دبلوماسية وقضائية وعسكرية.
إلا أن الحكومة اللبنانية مترددة جداً أمام هكذا طروحات، وقد اعتبرت أن الاجتماعات لا تعني “مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل”، وتريد إبقاءها في إطار تطبيق القرار 1701 ووقف إطلاق النار الأخير بين لبنان وإسرائيل.
المطالب والمساعدات الأميركية
لكن الولايات المتحدة قد تتخطّى هذه العقدة، دون التخلي عن إصرارها على رؤية نتائج ملموسة من الحكومة اللبنانية.
علما أن هناك ثلاثة مطالب أميركية واضحة، ألا وهي منع أي تهريب أسلحة أو أموال عبر المرافئ والحدود إلى حزب الله، وتحقيق انتشار متين للجيش اللبناني في الجنوب، والبدء في القضاء على قدرات حزب الله العسكرية على الأراضي اللبنانية خلف نهر الليطاني.