تُقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، الثلاثاء، معلومات مهمة حول الفوائد والمخاطر المحتملة للصيام على مرضى الكلى، ومن يستطيع الصيام من مرضى الكلى، إضافة إلى نصائح وإرشادات ضرورية لمرضى الكلى الذين يرغبون بالصيام.
يحمل صيام شهر رمضان العديدَ من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، كما يُعدّ فرصةً لتخليصه من السموم. فالساعات الطويلة من الامتناع عن تناول الطعام تُتيح فرصةً لإصلاح الخلايا، وضبط مستويات الهرمونات، وتعزيز معدل حرق الدهون المخزنة في الجسم، مما يساهم في النهاية في الحد من تطور تصلب الشرايين.
ورغم الفوائد العظيمة لهذا الشهر المبارك، فهناك فئة من المرضى يُمنعون من الصيام، وأخرى تتطلب متابعة دقيقة مع الطبيب المعالج لضمان السيطرة على حالتهم الصحية. نحن نتحدث هنا عن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
يتساءل المرضى الذين يعانون من السكري أو أمراض القلب أو الكلى عن إمكانية الصيام خلال هذا الشهر الفضيل. ويتفق الأطباء على ضرورة التعامل مع كل مريض وفقًا لحالته الصحية العامة ومدى استقرار مرضه. في هذا المقال، سنناقش تأثير الصيام على مرضى الكلى، فوائده، مخاطره، ومن يمكنه الصيام بأمان وفقًا للإرشادات الطبية.
يؤثر الصيام على توازن السوائل والأملاح في الجسم، وهو أمر ضروري لصحة الكلى. لذا، يتساءل الكثير من مرضى الكلى عن مدى قدرتهم على الصيام وما إذا كان يشكل خطرًا على صحتهم.
تلعب الكلى دورًا أساسيًا في تنظيم مستويات الماء والأملاح في الجسم، وإزالة السموم من الدم. خلال ساعات الصيام، يمتنع الشخص عن تناول السوائل، مما قد يؤثر على عمل الكلى، خاصة إذا كان يعاني من مشكلات مزمنة مثل الفشل الكلوي أو حصوات الكلى.
مرضى الكلى والصيام:
يتأثر مرضى الكلى بنمطهم الغذائي، فقد تتحسن حالتهم أو تزداد سوءًا بناءً على ما يتناولونه من طعام وشراب. لذلك، يُنصح مرضى الكلى عمومًا بتجنب تناول الأطعمة المالحة، لتجنب زيادة كمية السوائل المستهلكة، بالإضافة إلى تناول الأطعمة قليلة الدهون وتقليل استهلاك الحلويات.
تُعدّ حصوات الكلى من المشكلات الشائعة، ويمكن للأشخاص المصابين بها الصيام بشرط شرب كميات كافية من السوائل لتجنب الجفاف، الذي قد يزيد من تراكم الترسبات ويؤدي إلى حدوث المغص الكلوي.
أما مرضى الفشل الكلوي الحاد، فهم في حالة صحية حرجة، ويُمنعون من الصيام حتى تتحسن وظائف الكلى لديهم وتعود إلى طبيعتها.
بالنسبة لمرضى القصور الكلوي المزمن، فإن هناك مراحل مختلفة من الاعتلال الكلوي. المرضى الذين يعانون من مرض كلوي في المرحلة الثالثة فما فوق يُنصحون بعدم الصيام، لأن الكلى في هذه المرحلة تصبح غير قادرة على الاحتفاظ بسوائل الجسم، مما قد يؤدي إلى فشل شديد في وظائفها ويتسبب في ضرر كبير للكلى. ومع ذلك، فإن الصيام لفترات طويلة يقلل بشكل ملحوظ من كمية السوائل في الجسم، لذا يجب على المرضى استشارة الطبيب المعالج لمعرفة مدى تأثر الكلى لديهم وتأثير الصيام عليها.
أما بالنسبة لمرضى زراعة الكلى، فيُنصحون بعدم الصيام، حيث إن الكلى المزروعة تتأثر بنقص السوائل، بالإضافة إلى حاجتهم لتناول الأدوية بانتظام وفي أوقات محددة. كما أن غالبية هؤلاء المرضى يعانون من أمراض أخرى تتطلب عناية طبية خاصة.
بشكل عام، يجب على مرضى الكلى توخي الحذر وعدم إهمال وجبة السحور، حتى لا يضعف الجسم ويفقد القدرة على تحمل ساعات الصيام الطويلة.
1 - فوائد الصيام المحتملة لمرضى الكلى:
- قد يساعد الصيام في تقليل مستويات السكر والدهون في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري، وهو أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الكلى المزمنة.
- يمكن أن يساهم الصيام في تحسين حساسية الإنسولين، مما يساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم.
- بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حصوات الكلى الناتجة عن ارتفاع مستويات الكالسيوم أو الأوكسالات، فإن الصيام قد يقلل من مخاطر تكون الحصوات، بشرط تناول كميات كافية من السوائل في فترة الإفطار.
2 - المخاطر المحتملة للصيام على مرضى الكلى:
- الجفاف: يؤدي الامتناع عن شرب الماء لساعات طويلة إلى انخفاض كمية البول، مما يزيد من تركيز السموم في الجسم وقد يؤدي إلى تدهور وظائف الكلى.
- عدم توازن الأملاح: يمكن أن يسبب الصيام اضطرابًا في مستويات الصوديوم، البوتاسيوم، والمغنيسيوم، مما قد يكون خطرًا على بعض مرضى القصور الكلوي.
- تفاقم أمراض الكلى المزمنة: في المراحل المتقدمة من مرض الكلى، قد يؤدي الصيام إلى زيادة الحِمل على الكلى ويؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية.
- ارتفاع نسبة الكرياتينين واليوريا في الدم : نتيجة قلة السوائل وانخفاض قدرة الكلى على تصفية السموم ترتفع نسبة الكرياتينين و اليوريا في الدم.
3 - من يستطيع الصيام من مرضى الكلى؟
وفقًا للإرشادات الطبية، يمكن تقسيم مرضى الكلى إلى فئات مختلفة:
- مرضى الحصوات البسيطة: يمكنهم الصيام بشرط شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور وتجنب الأطعمة الغنية بالأملاح والأوكسالات.
- مرضى القصور الكلوي البسيط (المرحلة الأولى والثانية): يمكنهم الصيام بعد استشارة الطبيب، مع الالتزام بنظام غذائي متوازن وشرب كميات كافية من السوائل.
- مرضى القصور الكلوي المتقدم (المرحلة الثالثة والرابعة): يُنصحون بعدم الصيام لأن قلة السوائل قد تؤدي إلى تدهور وظائف الكلى.
- مرضى الغسيل الكلوي: لا يُسمح لهم بالصيام نظرًا لحاجتهم إلى تعويض السوائل والأملاح المفقودة أثناء جلسات الغسيل.
- مرضى زراعة الكلى : يعتمد الأمر على الحالة الصحية واستقرار وظائف الكلى، لذا يجب استشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار بالصيام.
4 - نصائح لمرضى الكلى الذين يرغبون في الصيام: إذا سمح لك الطبيب بالصيام، فهناك بعض الإرشادات المهمة التي يجب اتباعها:
- الترطيب الكافي : شرب كميات وفيرة من الماء بين الإفطار والسحور (2-3 لترات يوميًا حسب توصيات الطبيب).
- تجنب الأطعمة المالحة والمخللات : لأنها تزيد من فقدان الماء وترفع ضغط الدم.
- تناول البروتينات بحذر: حيث إن تناول كميات زائدة من البروتين قد يزيد من عبء الكلى.
- تقليل استهلاك الكافيين : المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي قد تزيد من فقدان السوائل.
- متابعة مستويات الأملاح والوظائف الكلوية: من خلال التحاليل الدورية للتأكد من استقرار الحالة الصحية.
يختلف تأثير الصيام على مرضى الكلى من شخص لآخر، ولذلك من الضروري استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام. في الحالات البسيطة والمبكرة من أمراض الكلى، قد يكون الصيام ممكنًا مع الالتزام بالإرشادات الغذائية، بينما في الحالات المتقدمة، قد يشكل الصيام خطرًا على الصحة. من المهم أن يوازن المريض بين واجباته الدينية وصحته، حيث إن الإسلام يراعي الظروف الصحية ويوفر رخصة الإفطار لمن لا يستطيع الصيام.