خاص-النقار
مجاهد معصار. وليست تلك إشارة إلى مجرد اسم، ولا إلى كون صهره عينه رئيسا للجنة الطبية العليا، ثم رئيسا للمجلس الطبي فرئيسا بعدها لجامعة 21 سبتمبر، بل هو كذلك من قبل ومن بعد: مجاهد ومعصار.
وجد نفسه نسباً لخطيب جمعة وطبيب في أحد المستشفيات الخاصة اسمه طه المتوكل، بـ"قاوق" وحديث كثير عن الفساد، قبل أن تعينه الجماعة المؤمنة وزيرا للصحة، فتتغير بذلك حياة الطبيبين الفاشلين المتوكل ومعصار إلى الأبد.
فمجاهد معصار طبيب هو أيضا، حسبما تقول شهادته. وبحسب ما كشف عنه الناشط في جماعة أنصار الله أبو محمد طه الرزامي، فقد ظل معصار حتى العام 2017 طبيبا بلا عيادة، حيث ربما لم يكن يفكر في ذبك الوقت إلا بمواصلة الجهاد والاستماع إلى خطب الجمعة التي يصدح بها النسب والصهر. لكن شاء الله أن يتم تعيين ذلك النسب والصهر وزيرا للصحة في حكومة اسمها "الإنقاذ"، ليأتي به رئيسا للجنة الطبية العليا. كل هذا ومعصار مازال طبيبا بلا عيادة، حيث قضى سنتين من عمره في ذلك المنصب دون أن يحظى بتلك الميزة لكونه طبيبا. لكن ها هو النسب حفظه الله يقوم في 2019 بتعيينه رئيسا للمجلس الطبي. عندها فقط كان بوسع معصار أن يصبح طبيبا بعيادة. لكنه وجد من المناسب له، وقد أصبح رئيسا للمجلس الطبي، أن يظل بعيدا عن شيء اسمه عيادات يأتي إليها المرضى فيزعجوا رأسه بتأوهاتهم ودوشتهم التي لا تنتهي. وبالتالي بدل أن يفتتح عيادة بائسة لمرضى بائسين، قرر أن يدخل شريكا بنسبة 35٪ في مستشفى بلغت تكلفته ثمانية ملايين دولار، بحسب الرزامي. أي أن المبلغ الذي ساهم به المجاهد معصار بلغ 2800000 دولار، وفي لغة الريال اليمني وسعر الصرف المقرة بـ600 ريال بلغ مليارا وستمائة وثمانين مليون ريال.
حتى العام 2019، كان لدى المجلس الطبي ذاك، والذي سيتشرف برئاسة معصار له، مبلغ ملياري ريال، بعدها كان ثمة حديث عن أن ذلك المبلغ اختفى أو تبخر أو سقط سهوا. إلا أن الحقيقة القاطعة هنا هي أن المليار والثمانمائة مليون التي دخل بها معصار في مساهمة المستشفى الجديد، والذي حمل اسم اليمن السعيد، لا علاقة لها بأي حال من الأحوال بالمليارين المشار إليهما في المجلس الطبي، والذي سيغادره معصار إلى جامعة 21 سبتمبر، كرئيس للجامعة وكطبيب سجله نظيف تماما من شيء اسمه عيادات.
وبالنسبة لمستشفى اليمن السعيد ذاك الذي ساهم فيه معصار بنسبة 35٪، فقد أشار الرزامي إلى أن طه المتوكل دخل هو أيضا بنسبة 25٪، أي بـ2000000 دولار، وبما يعادل مليارا ومائتي مليون ريال، وذلك عندما كان وزيرا. لكن بما أنه كان في السابق خطيب جمعة ينتظر كل أسبوع أن يخلع البالطو الأبيض الذي يعمل به طوال الأسبوع في احد المستشفيات الخاصة ويلبس القاوق ويرتقي المنبر، ثم جيء به وزيرا على حين غفلة وغير توقع منه، فقد ارتأى ألا تكون المساهمة باسمه هو، وإنما باسم أحد أقاربه يدعى عبدالحكيم المتوكل. وهكذا تكون المساهمات المعصارية المتوكلية في مستشفاهم السعيد قد بلغت 60٪، لتتبقى فقط نسبة الـ40٪ المتممة والتي سيتولاها ويتكفل بها معصار آخر هو أخو مجاهد معصار نفسه، ويدعى الدكتور خالد معصار على سن ورمح، فكان لقاوق الجمعة وسماعة الطبيب الذي بلا عيادة أن يتحولا إلى مستشفى بمتوكل ومعصارين.