ذكرت ثلاثة مصادر، أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تدرس إدراج ذراعها للاستثمارات الدولية (إكس.آر.جي) في بورصة خارج الإمارات، ما قد يؤدي إلى إنشاء واحدة من كبرى شركات الطاقة المدرجة على مستوى العالم.
وقالت المصادر إن المناقشات لإدراج حصة أقلية في إكس.آر.جي، التي تأسست في أواخر العام الماضي، في مرحلة مبكرة جداً.
وأضافوا أن (بنك أوف أمريكا) يتولى تقديم الاستشارات للشركة بشأن الاستراتيجية، بما في ذلك إمكانية الإدراج في بورصة عالمية. وقال مصدر منهم إن أي إدراج سيكون في غضون خمس سنوات تقريباً. وأشار اثنان من المصادر إلى أن أدنوك ستحتاج قبل المضي في الطرح العام الأولي إلى تعيين رئيس تنفيذي لشركة إكس.آر.جي ونقل أصول إلى الشركة. وذكر مصدران آخران مطلعان على تفكير أدنوك لم يشاركا في المداولات، أن الإدراج هو هدف إكس.آر.جي وهو ما يتماشى مع استراتيجية شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة. وأحجمت أدنوك وبنك أوف أمريكا عن التعليق.
وتقول أدنوك إن إكس.آر.جي تمتلك أصولاً بقيمة 80 مليار دولار. ولدى إكس.آر.جي تفويض لتعقب الصفقات العالمية في قطاعات الكيماويات والغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، في الوقت الذي تسعى فيه أبوظبي إلى بناء محفظة مالية في مختلف أنحاء العالم في هذه القطاعات، وتقليص اعتمادها على عائدات صادرات النفط.
وذكرت المصادر الثلاثة المطلعة على المناقشات أن بورصتي لندن أو نيويورك من بين الخيارات المتاحة لطرح أسهم إكس.آر.جي. وقال أحد المصادر إن لندن قد تكون مكاناً جذاباً، لأنها مقر لشركات النفط والغاز العالمية مثل شل وبي.بي، وإن واجهت سحباً للاستثمارات في الآونة الماضية. لكنه أضاف أن الإدراج في الولايات المتحدة قد يوفر تقييماً أعلى. وتفكر شل في الانتقال إلى هناك. وحتى لو تم تقييمها اتساقاً مع التقييمات المعلنة لأصول شركة أدنوك، فإن إدراج نسبة صغيرة من إكس.آر.جي قد يجعلها أكبر طرح عام أولي في قطاع الطاقة في أي من البلدين. وكان الطرح العام الأولي المحلي لشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط في عام 2019 هو أكبر طرح عام أولي لشركة في العالم على الإطلاق وجمع 29.4 مليار دولار.
صفقات دولية يضم مجلس إدارة إكس.آر.جي، كلاً من برنارد لوني الرئيس السابق لشركة بي.بي، وجون جراي رئيس شركة بلاكستون، والملياردير المصري ناصف ساويرس. وأبرمت أدنوك عدة صفقات دولية للأصول لتخضع لسيطرة إكس.آر.جي، تضمنت مشروعاً مشتركاً هذا الأسبوع مع شركة أو.إم.في النمساوية يستحوذ على شركة نوفا للكيماويات الكندية المملوكة صندوق الثروة السيادي في أبوظبي (مبادلة).
وسيجمع المشروع المشترك، المسمّى مجموعة بروج الدولية، بين مشروعين مشتركين، هما بورياليس الذي تملك أو.أم.في 75 في المئة فيه وأدنوك 25 في المئة، وبروج الذي تحوز أدنوك 54 في المئة فيه وبورياليس 36 في المئة.
وستبلغ قيمة الكيان المدمج، مجموعة بروج الدولية، 60 مليار دولار، وستكون رابع أكبر شركة للبولي أوليفينات من حيث الطاقة الإنتاجية، بعد شركة سينوبك الصينية ومؤسسة البترول الوطنية الصينية وشركة إكسون موبيل الأمريكية.
واشترت أدنوك في أكتوبر شركة كوفيسترو الألمانية لصناعة الكيمياويات مقابل 14.7 مليار يورو (15.31 مليار دولار)، متضمنة الديون. وتخضع الشركة أيضاً لإكس.آر.جي.
واستثمرت أدنوك أيضاً في أصول خارج صناعة الكيمياويات لصالح إكس.آر.جي، منها حصة في منشأة لتصدير الغاز الطبيعي المسال في ريو جراندي بولاية تكساس تابعة لشركة نيكست ديكيد، واستثمار في مشروع للهيدروجين تابع لشركة إكسون موبيل في تكساس. وتمتلك أدنوك أيضاً 24 في المئة من شركة مصدر، وهي شركة الطاقة المتجددة المدعومة من حكومة أبوظبي، والتي خاضت حملة للاستحواذ في سباقها لزيادة قدرتها على توليد الكهرباء إلى المثلين تقريباً لتبلغ 100 جيجاوات بحلول عام 2030. وبدأت أدنوك سلسلة من عمليات الإدراج لشركاتها بشركة بيع الوقود بالتجزئة في أواخر عام 2017. وبدءاً بعام 2021، أدرجت وحدات الحفر والأسمدة والغاز والخدمات اللوجستية، إضافة إلى بروج.
وباعت أدنوك حصصاً في شركات تابعة لها بحقوق إيجار طويلة الأجل لشبكاتها لخطوط أنابيب النفط الخام والغاز. وأظهرت حسابات لرويترز، أن أدنوك جمعت من هذه الصفقات ومبيعات الحصص في وحداتها أكثر مما جمعت أرامكو من طرحها الأولي الضخم في عام 2019، لكن أرامكو جمعت أكثر من 12 مليار دولار أخرى العام الماضي بطرح حصة صغيرة.