إعداد: محمد كمال
ضمن موجة انتقال مستثمري العقارات البريطانيين إلى الإقامة في دبي، أكد لويجي نيوتن، أنه قرر أخيراً ترك المملكة المتحدة، بعد أن وجد فرصاً أكثر للنجاح في دبي، فضلاً عن جودة المعيشة، ما دفعه للتفكير في تقديم طلب الحصول على رخصة تجارية لبدء مشاريع جديدة، مصرحاً لصحيفة تليغراف البريطانية: «دبي توفر فرصاً أكثر من بريطانيا».
وعن تجربته في دبي يقول نيوتن: «هنا يعاملك الناس بشكل مختلف عن بريطانيا، ويضيف: «انتقل العديد من أصدقائي العاملين في مجال العقارات إلى دبي»، معتبراً «أنه لعيش مثل هذه الحياة الرائعة في بريطانيا، عليك أن تكون ثرياً جداً».
ويقول نيوتن: إن محفظته العقارية في بريطانيا أصبحت مصدر دخل «سلبي» إلى حد كبير، موضحاً أنها تدر حوالي 800 ألف جنيه إسترليني سنوياً، في حين لا يتحصل في النهاية إلا على أقل من ربع هذا المبلغ، بسبب الضرائب وغيرها.
ويكشف صاحب الإمبراطورية العقارية البالغ 30 عاماً أنه انتقل للعيش في دبي ويقضي بها فترات أطول كثيراً من بريطانيا، حيث لجأ لإدارة أعماله هناك عن طريق هاتفه الذكي، فيما يخطط لبدء استثمارات جديدة في دبي.
دبي مهيأة للنجاح
ويؤكد نيوتن أنه انجذب إلى دبي بفضل جودة المعيشة العالية والبيئة المُشجعة على الأعمال ومثله كذلك ألفريد دزادي، 32 عاماً، حيث يقول للصحيفة: إنه وجد نفسه أيضاً يُحزم أمتعته وينتقل إلى دبي مع عائلته في أكتوبر الماضي ويضيف الأب لطفلٍ: إنه يقضي فترات طويلة في دبي منذ عام 2022.
ويشير دزادي، المنحدر من لندن، إلى أنه أسس محفظةً من وحدات الإشغال المتعددة (HMO) تضم 60 غرفة في كوفنتري بعد انتقاله إلى ميدلاندز ويقول: إن محفظته الاستثمارية تبلغ حوالي 36,000 جنيه إسترليني شهرياً ويتراوح صافي دخله بين 30% و40% من هذا المبلغ ولذلك قرر الانتقال إلى دبي مما يسمح لعائلته بالاستمتاع بحياة رائعة ومريحة للغاية، ويستطرد: «أنفق المال على الراحة بدلاً من الأشياء الفاخرة».
كما يؤكد أن دبي أيضاً رائعة للأعمال ولا تقل روعة في فرص التعرف إلى أناس جدد ويقول: «كل محادثة تدور حول من أنت وماذا تفعل.. أريد أن أكون محاطاً بفرص النجاح والراحة ولهذا السبب أنا في دبي».
ضرائب مرتفعة وجودة أقل
لعب نهج دبي في مجال الأعمال دوراً محورياً في قرار انتقال المستثمرين البريطانيين، بحسب ما قال أنتوني لافيل، البالغ من العمر 36 عاماً ومؤسس شركة «فوليوم بروبرتي» ومقرها برمنغهام ويقول المطور العقاري: إنه وجد في دبي شيئاً آخر رائعاً حيث يمكنه حجز رحلة، والعودة إلى برمنغهام أو لندن أو أي مكان آخر في نفس اليوم ويؤكد: «إنها مكان سهل الإقامة حقاً».
ويضيف المطور الذي يشارك بشكل رئيسي في مشاريع تجارية وسكنية أكبر ولكنه يمتلك أيضاً بعض وحدات الإشغال المشترك: إنه يشعر وكأن أجندة الحكومة البريطانية مناهضة للأعمال، بل وتُجبره على مغادرة المملكة المتحدة.
ويضيف لافيل وهو أب لطفلين: إنه يزور دبي منذ أكثر من عقد، لكنه يقيم فيها حالياً منذ بداية العام ويستطرد: أعتقد أن الكثيرين من أصحاب الأعمال في بريطانيا يُعيدون النظر في أوضاعهم الضريبية حالياً.
ويضيف: «لن تمانع في دفع الكثير من الضرائب إذا كانت جودة الحياة أفضل في المملكة المتحدة ولكن في كل مرة أعود فيها، يبدو أن برمنغهام تزداد سوءاً» وأوضح في دبي، لا تدفع ضريبة دخل وتدفع 9% فقط ضريبة شركات، لذا هناك حافز كبير للانتقال بشكل دائم.
دبي الأولى عالمياً
وتحولت دبي إلى مركز عالمي للاستثمار الأجنبي المباشر بفضل استراتيجياتها التي تواكب متطلبات المستقبل ويدعم ذلك توفر كل من البيئة الملائمة لممارسة الأعمال والقوانين والأنظمة المناسبة، إلى جانب ما تتمتع به من بنية تحتية متطورة وموقع استراتيجي مميز، ما يجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين.
وحافظت دبي على مركزها الأول عالمياً في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة للعام الرابع على التوالي وذلك وفق بيانات «فايننشال تايمز– إف دي آي ماركتس» حول أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر.
فقد استقطبت الإمارة في عام 2024 ما قيمته 52.3 مليار درهم (14.24 مليار دولار أمريكي) من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، بما يمثل زيادة بنسبة 33.2 % عن الرقم المسجل في العام 2023 والبالغ 39.26 مليار درهم (10.69 مليار دولار أمريكي)، ليشكل أعلى قيمة مسجلة في الإمارة للاستثمار الأجنبي المباشر في عام واحد منذ 2020.
وتبقى توقعات الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي إيجابية لعام 2025، على الرغم من حالة عدم اليقين العالمية والتغيرات الاقتصادية الديناميكية.
0 تعليق