كاد الرئيس الأمريكي أن يرتكب خطأ دبلوماسياً فادحاً، لولا مساعدة زوجته ميلانيا خلال مراسم جنازة تشييع البابا فرنسيس.
وقد تجمع أكثر من 250 ألف شخص في ساحة القديس بطرس، صباح اليوم السبت، لتقديم احترامهم للبابا الأرجنتيني الذي توفي إثر إصابته بسكتة دماغية عن عمر ناهز 88 عاماً، وذلك في يوم اثنين الفصح.
وكان من بين الحضور شخصيات دبلوماسية بارزة، وقادة عالميون، وملوك، مع ممثلين عن 130 دولة ومنظمة دولية، الذين شاركوا في هذا التجمع رفيع المستوى في مدينة الفاتيكان.
ترامب في موقف محرج
ترأس الوفد الأمريكي الرئيس ترامب، البالغ من العمر 78 عاماً، وزوجته ميلانيا، التي صادف عيد ميلادها الخامس والخمسون مع جنازة البابا، وقد وصلا إلى روما في وقت متأخر من مساء الأمس.
وخلال القداس الكاثوليكي الذي استمر ثلاث ساعات، دُعي الحضور في إحدى اللحظات إلى «تبادل علامة السلام» عن طريق مصافحة بعضهم البعض.
وأظهر مقطع مصور تداوله مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي، من مراسم الجنازة أن ترامب كان يراقب ما يجري حوله دون أن يشارك في طقس «علامة السلام»، قبل أن تتدخل ميلانيا لإنقاذه.
وقال خبراء قراءة الشفاه لصحف أمريكية إن ميلانيا وجهت تعليمات لزوجها ببدء مصافحة الآخرين، قبل أن يمد ترامب يده على مضض للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقد همست ميلانيا في أذن ترامب الذي ظهر وهو قابضاً على يديها في يده، قائلة: «يجب أن تفعل ذلك، وكررت عبارتها».
أضرت ميلانيا خلال حضورهم مراسم جنازة البابا فرنسيس للضغط على يده والهمس في أذنه بهدف اتباع تقاليد السلام على الحاضرين بجانبهم.
رد الرئيس الأمريكي على زوجته قائلاً: «حسناً..حسناً».
ثم مد يده لتحية رئيس إستونيا ألار كاريس، وملك إسبانيا فيليب السادس والملكة ليتيثيا، قبل أن يوجه انتباهه إلى ماكرون، ثم يذهب لمصافحته.
مخالفة تقاليد الزي
اتُّهم ترامب أيضاً بخرق قواعد الزي الصارمة للحدث، بعد وصوله مرتدياً بدلة زرقاء وربطة عنق مطابقة للونها.
وقد نصت قواعد اللباس الصارمة في الفاتيكان على أن يرتدي الرجال بدلة داكنة مع قميص أبيض وربطة عنق سوداء طويلة.
كما كان من المطلوب أن تكون الأحذية والجوارب والمعاطف والمظلات باللون الأسود.
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد حضر من دون ارتداء ربطة عنق، بينما ارتدى جو بايدن ربطة عنق زرقاء.
وقد اتُهم الثلاثة جميعاً بـ«قلة الاحترام»؛ إذ إن الغالبية العظمى من قادة العالم كانوا يرتدون ملابس سوداء بالكامل.
جلس ترامب في الصف الأمامي وسط مئات الشخصيات الدبلوماسية والملكية، وكان يرتدي بدلة باللون الأزرق المتوسط، مزينة بشارة تحمل علم الولايات المتحدة، مع ربطة عنق زرقاء لامعة.
وقد تعرض الأمير ويليام أيضاً، البالغ من العمر 42 عاماً، أيضاً لبعض الانتقادات لارتدائه بدلة كحلية داكنة خلال الجنازة، على الرغم من أنه التزم بالقواعد الرسمية عبر ارتداء ربطة عنق سوداء.
وكان من ضمن التعليمات أن يرتدي الرجال بدلات داكنة، مع ربطة عنق سوداء طويلة وزر بنفس اللون على طية صدر السترة، حيث يُسمح فقط بوضع الأوسمة البابوية.
أما ميلانيا، فقد التزمت بالتعليمات الصادرة عن الفاتيكان، حيث اختارت ارتداء سترة سوداء وتنورة قلم رصاص بطول منتصف الساق وبأسلوب محتشم.
وبحسب إرشادات الكنيسة الكاثوليكية، كان يجب على النساء ارتداء أحذية سوداء مغلقة من الأمام، وقد اختارت ميلانيا حذاء بسيطاً بكعب منخفض لهذه المناسبة.
وأضافت طرحة أنيقة من الدانتيل الأسود وقفازات متطابقة، وارتدت عقداً على شكل صليب مرصع بالألماس، تماشياً مع قواعد اللباس الصارمة للحدث.
0 تعليق