بعد اغتيال نصرالله.. إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل اللهجات العربية!

صوت بيروت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

آخر تحديث: 26 - أبريل - 2025 9:25 صباحًا

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا كشفت فيه أن إسرائيل لجأت إلى اختبار تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة على نطاق واسع في قطاع غزة خلال الحرب التي اندلعت أواخر عام 2023، ما أثار جدلًا أخلاقيًا عالميًا حول الاستخدام غير المسبوق لهذه التكنولوجيا في العمليات العسكرية.

وبحسب تحقيق موسع أجرته الصحيفة، فقد شملت تقنيات الذكاء الاصطناعي أنظمة تحديد المواقع، والتعرف على الوجه، وتحليل المحتوى العربي، واستخدام أدوات لم يسبق اختبارها في ساحة المعركة.

ووفقًا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين مطلعين، بدأت التجربة بمحاولة اغتيال القيادي في حركة حماس إبراهيم البياري، بعد أن فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في تعقبه داخل شبكة الأنفاق في غزة. ثم استُخدمت أداة صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، طورها مهندسو الوحدة 8200، لتحديد موقعه التقريبي من خلال تحليل مكالماته.

مخاوف أخلاقية

وأكدت الصحيفة أن الابتكارات تم تطويرها في “الاستوديو”، وهو مركز مشترك بين الوحدة 8200 وجنود احتياط يعملون في شركات تقنية كبرى مثل “غوغل”، “مايكروسوفت”، و”ميتا”.

رغم التقدّم التقني، أثار الاستخدام الكثيف لهذه الأدوات مخاوف أخلاقية داخل إسرائيل وخارجها. وقال ضباط إن بعض أدوات الذكاء الاصطناعي أخطأت في تحديد الأهداف، ما تسبّب باعتقالات خاطئة وسقوط مدنيين.

وحذّرت هاداس لوربر، المديرة السابقة في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، من أن غياب الضوابط قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، رغم أنّ هذه التقنيات “غيّرت قواعد اللعبة”.

تطوير نموذج لغوي لتحليل اللهجات العربية

من أبرز المشاريع كان تطوير نموذج لغوي ضخم لتحليل اللهجات العربية وفهم المزاج العام، واستخدم بعد اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله في أيلول 2024، لتقييم احتمالات الرد اللبناني من خلال تحليل التعابير المحلية.

لكن التكنولوجيا لم تكن دقيقة دائمًا، إذ أخفق الروبوت أحيانًا في فهم المصطلحات العامية، وقدم تفسيرات غير دقيقة مثل “أنابيب” بدلًا من “بنادق”. ومع ذلك، رأى الضباط أنها سريعة وفعالة مقارنة بالوسائل التقليدية.

“ميتا” و”مايكروسوفت” رفضتا التعليق، فيما أوضحت “غوغل” أن موظفيها الذين يخدمون كجنود احتياط لا يؤدّون مهام مرتبطة بالشركة خلال الخدمة العسكرية. من ناحيتها، امتنعت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق على تفاصيل البرامج “نظراً لطبيعتها السرية”، مؤكدة التزام الجيش بالاستخدام “القانوني والمسؤول” للتكنولوجيا، مشيرة إلى تحقيق جارٍ في غارة اغتيال البياري.

وخلص التحقيق إلى أن هذا ليس أول استخدام إسرائيلي لحقل المعركة كمختبر لتقنيات عسكرية، مشيرًا إلى تطوير القبة الحديدية والمسيّرات الهجومية في حروب سابقة. لكن مسؤولين غربيين شددوا على أن حجم استخدام الذكاء الاصطناعي في حرب 2023 – 2024 غير مسبوق، وقد يتحوّل إلى نموذج لحروب المستقبل، وسط مخاوف من أن تؤدي الخوارزميات إلى أخطاء كارثية تضع المدنيين وشرعية العمليات على المحك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق