الشارقة: هدى النقبي
أصبح الحفاظ على «السنع الإماراتي»، والذي يعني العادات والتقاليد للحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز القيم الاجتماعية، مهمة وطنية تقع على عاتق الأسر، خصوصاً في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، إذ تعد العادات والتقاليد جزءاً من هوية المجتمع الإماراتي، تعكس قيمه وأصالته، لتأسيس الأجيال القادمة وفق هوية تعكس موروثهم الأخلاقي العريق وتشكل جسراً يربط بين الماضي والحاضر.
يقول أبو سالم، أب لأربعة أبناء: «تعلمت عادات السنع التي نفخر بها، ومنها إكرام الضيف من والدي، وحرصت على نقل هذه القيمة لأبنائي، حيث أشركهم في إعداد المجلس وترتيبه، وأُعلمهم طريقة تقديم القهوة العربية التي تحمل الكرم واحترام الآخر».
وتؤكد فاطمة الظاهري، أن «الطفل يتعلم بالممارسة أكثر من الكلام، لذلك أدعو أبنائي لاستقبال الضيوف منذ صغرهم، ما يعزز لديهم شعور الفخر بالضيافة الإماراتية».
ويشير أبو محمد، إلى أهمية حضور أبنائه الأولاد معه في المناسبات، «فاللباس الإماراتي (الكندورة) مع العصامة، حين نذهب إلى عرس الرجال، لأنهم هناك يتعلمون كيف يُهنئون الآخرين، وطريقة التعامل معهم، لأن هذه التجارب تُنمي لديهم روح المشاركة».
ويوضح يوسف عبدالله، جد لسبعة أحفاد أنه «في الماضي، كان الطفل يحضر مجالس الرجال، ليتعلم عاداتنا وتقاليدنا وكيف يتحدث ويحترم الكبار، واليوم، أحاول استعادة هذه العادة مع أحفادي، فأصحبهم إلى المجالس، وأكلفهم بمهام صغيرة تُشعرهم بالمسؤولية».
ويقول راشد سيف، أب لستة أولاد: «يتعلم الإنسان السنع منذ الصغر كيف يُرحب بالضيف، ويقدم له القهوة العربية كرمز للضيافة الأصيلة، فاستقبال الضيف من الأمور التي نفتخر ونفرح بها، حين يطرق باب المنزل، نستقبله بكلمة «يا مرحبا» أو «اقرب وحياك»، ونجعل أبناءنا في استقبالهم بالمجلس، وضيافته بالتمر، وحمل دلة القهوة باليد اليسرى، وفنجان القهوة باليمنى، وأن يستمر بالوقوف إلى أن ينتهي الضيف، ويهز الفنجان دلالة على أنه انتهى».
ويضيف: «تعليم الرجولة يبدأ من الصغر، أطلب من ابني الأكبر تحمل مسؤوليات في غيابي عن المنزل عند استقبال الضيف، لأن ذلك يعزز روح الثقة لديه، وتحمله للمسؤولية، فإكرام الضيف من أبرز القيم التي يحرص المجتمع الإماراتي على ترسيخها».
وتضيف أم عبدالرحمن، معلمة، أن الأطفال يتعلمون من خلال القدوة والتجربة، فإذا رأى والديه يمارسان العادات الإماراتية، يشعر بأهميتها تلقائياً، لذا على الأسرة أن تُظهر الفخر بتراثها أمام الأبناء، فغرس التقاليد فيهم مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة، وتمتد إلى المجتمع ككل، من خلال القدوة، والمشاركة، فبتعزيز الهوية في المناهج والأنشطة الثقافية، يمكننا أن نضمن جيلاً جديداً يعتز بماضيه ويواجه المستقبل بثقة ووعي.
ويقول خالد النقبي، رب أسرة: «رغم عدم تواجدي الدائم في المنزل، إلا أنني أحرص على صقل العادات والتقاليد عند أبنائي خصوصاً وقت التجمع في بيت الوالد يوم الجمعة من كل أسبوع، والاستماع عن قصص الحياة بالماضي وتعلم المفردات».
وأضافت مريم، أم أحمد، ربة منزل: «مع ضغوطات الحياة والانشغالات، أحرص على أن يذهب أبنائي مع والدهم لمخالطة الرجال في المجالس والأعراس، وبدوري في المنزل أعلم بناتي أن اللبس المخور هو اللبس الإماراتي للمرأة، ويكون محتشماً، إضافة إلى تعليمهن أهمية إلمامهن بالمفردات الاماراتية وحسن الضيافة».
«السنع».. قيم تتجدد في نفوس الأجيال

«السنع».. قيم تتجدد في نفوس الأجيال
0 تعليق