د. مايا الهواري
خلق الله تعالى الإنسان على هذه الأرض ليعمرها، وجعل منه الذّكر والأنثى ليتزاوجا بغية التّكاثر، ووضع العقل في كلّ منهما ليحكم حياتهما، فلا تتحوّل هذه الحياة إلى فوضى، هذا التّزاوج ينتج عنه الأطفال -جيل المستقبل الواعد- وهنا تبدأ المسؤوليّة العظمى للأبوين، ويقع على عاتقهما تأمين الحياة الكريمة للأبناء من مأكل وملبس ومسكن وكلّ ما تتطلّبه الحياة، ولا تتوقّف الأمور على تأمين ذلك إنّما لا بدّ من تربية سليمة لهم تقودهم بشكل جيّد في هذه الحياة، يعتقد البعض أنّ مسؤوليّة تربية الأبناء واجبة على الأمّ فقط في حين أن البعض الآخر يقول إنّها على الأب، ولكنّ الصّحيح أنّ التّربية مسؤوليّة مشتركة بين الأب والأم، فلكلّ منهما دوره وطابعه الخاصّ، فالحزم واللّين أمران لا بدّ من توافرهما في التّربية، بل ويجب تقاسمهما بين الوالدين، أحدهما يتبع الحزم والآخر اللّين، وبعد فترة يتبادلان ذلك حسب الموقف حتّى لا تكون صفة مخصّصة لأحدهما دون الآخر، فالتّربية ليست حزماً دوماً كما أنّها ليست ليناً، لا تكن قاسياً فتكسر ولا ليّناً فتعصر، وإنّ امتلاك الوالدين لمهارات الّذكاء العاطفيّ سيجعل حياتهما أجمل من النّاحية التّربويّة ومن النّاحية الأسريّة كذلك، فالذّكاء العاطفيّ يعمل كبوصلة يوجّه الحياة نحو كلّ ما هو أفضل وبأقلّ الخسائر، ويجب على كلّ من الزّوجين أو المقبلين على الزّواج حضور ندوات الذّكاء العاطفيّ لتعلّم واكتساب مهاراته، حتّى تساعدهم في بناء حياة أسريّة سليمة جميلة.
نستنتج ممّا سبق أنّ التّربية مسؤوليّة تشاركيّة بين الزّوجين لكلّ منهما دوره الخاصّ، وعليهما التّحلّي بالذّكاء العاطفيّ فهو مضخّة الأفكار الجيّدة الّتي تجعل الحياة بأبهى أشكالها.
0 تعليق