في سنة 2014 كتبت عن «البطل والباطل»، وأتذكر أنني حينها طلبت عند ذكر كلمة «الحرمات» إضافة حرف الميم في أولها! لتكون «المحرّمات» هي أول دور للبطولة يتفاخر فيه البعض من «صباح الله خير»! لشرح علاقته الوطيدة بالشيطان وكيف تخلّصا معاً من كل خير! والحقيقة أنني كسائر البشر أتفهم أن «الذنوب» شر لا بد منه! ولكن ما لا أتفهمه هو أن يلبس إبليس ثوب الطهارة ثم (يا للهول) يصدقونه! فتراهم يحيكون قصص «آثامهم» بخيوط «البطل الخارق»، دون أي تمييز بينه وبين «الباطل الأخرق»! ومع أني لا أؤمن بالشر المطلق؛ إلا أنني وقفت مذهولة، كالمرأة المجهولة، أمام قدراتهم المهولة في التمثيل.
انحدر من سلالة عريقة تعج أصولها برائحة العذوبة وشذا الفن، واستمر عبقه منذ يوم ميلاده في 1901 إلى أن حان وقت موعده مع الكفن، كان والده (عبد العزيز الجاهلي) ممثلاً قديراً، وكان جده (حسن الجاهلي) موسيقاراً شهيراً، فقد عرفه العالم بأنه أول عازف كمان مصري، لتبدأ حياة الابن والحفيد (عزت الجاهلي) بشكلٍ مختلف وعصري، مع فرقة «بديعة مصابني» بجوار كبار المطربين والمطربات، ليعلن الاستمرار والاجتهاد والمثابرة والثبات، رغم أنف التحديات والصعوبات والاضطرابات وسوء الانقلابات، حيث استفاد من موهبته الاندفاعية، في تصوير الموسيقى السماعية، لأشهر البرامج الإذاعية، مثل مدينة الملاهي، وبرنامج رمسيس، وكذلك تفاريح رمضان وبعض فقرات التأسيس، المملوءة بالعواطف الجياشة وأرقى الأحاسيس. 
لكن للأسف؛ لم يأخذ (عزت) حقه كاملاً من الشهرة، وكأنه جاء إلى الأرض من كوكب الزهرة، حيث لم تُسلط على مؤلفاته الأضواء، واختلف عليه النقاد وفقاً للأهواء، ومع ذلك لطّفت ألحانه قسوة الأجواء، ولهذا انعكف على تلحين المونولوجات الفكاهية الانتقادية، بطريقةٍ متميزة وغير اعتيادية، بل هي أبعد ما يكون عن العادية، وهنا اعتلى مراتب النجوم بنجاح، فأحبه الجمهور وشعر معه بالارتياح، ومن أهم أعماله الفنية السينمائية، في أغاني الأفلام والموسيقى التصويرية، فيلم «الدكتور فرحات، ومصنع الزوجات، وابن ذوات، وأحلام البنات، وليلى بنت الأغنياء، وعودة طاقية الإخفاء» وهنا سطع نجم (عزت الجاهلي) إلى الأبد وأصبح اسمه ممنوعاً من الإخفاق أو الاختفاء! والحقيقة.. لم يكن (عزت) الموسيقي الأول ولن يكون يوماً الأخير، ولهذا استمر في تأدية واجبه كملحنٍ يرفض التأجيل والتأخير، حتى حان موعده سنة 1987 مع الرمق الأخير.

الاسـم: عزت عبد العزيز حسن الجاهلي 
من أعماله:
النشاط: موسيقي
الجنسية: مصري
التاريخ:
1901 – 1987 (86 سنة)
من فيلم الدكتور