تتجه الأنظار في هذا التوقيت على الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، حيث تعد من الركائز الأساسية التي تعزز النظام الديمقراطي المحلي، فهي تمنح المواطنين فرصة لاختيار ممثليهم في المجالس البلدية والاختيارية، الذين يتولون مسؤولية إدارة الشؤون اليومية للبلدات والقرى.
ورغم عدد من الدعوات لتأجيل هذا الاستحقاق والتمديد للمجالس السابقة، تبقى الانتخابات فرصة لتعزيز الديموقراطية المحلية، وتحقيق تطلعات اللبنانيين نحو مجتمع أكثر استقراراً وازدهاراً.
ويبقى السؤال هل ستكون هذه الانتخابات قادرة على مواكبة التحولات السياسية والاقتصادية الراهنة، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للبنان؟
وفي خطوة لافتة دخلت العشائر العربية في هذه الدورة على خط العمل البلدي بحيث برز عدد منهم على خط الترشيح في دوائر مختلفة منها دائرة بيروت، والشويفات والبقاع “سعدنايل”، هذه الخطوة تشكل نقلة نوعية للعشائر العربية في لبنان بعد سنوات من تجميد العمل السياسي الخاص بهم.
بعبارة التهميش يختصر المرشحون حقيقة الوصول إلى هذه المرحلة، فبعد سنوات من الوعود وعدم الاستجابة وصلت العشائر إلى مرحلة فرض مرشحون ذو شعبية داخلية وبعضهم دون دعماً سياسي بلـ شخصي وعشائري.
وبالحديث عن المرشحين نبدأ مع مرشح دائرة بيروت “عبدالعزيز حسن القاسم”:
وبحديثه مع “صوت بيروت انترناشونال” أشار المرشح لعضوية البلدية في بيروت عبدالعزيز القاسم من عشيرة “العرانسة”، ان التهميش هو السبب الأساسي للترشح إلى البلدية، فالعشائر العربية في دائرة بيروت ليس لديها أي مقعد رغم العدد الجيد لهم على لوائح الشطب.
عبدالعزيز، أكد انه ومنذ الاستقلال لا كرسي للعشائر في بلدية بيروت، من زاوية آخرى أشار عن المشاكل التي تلاحق عدد كبير من أبناء العشائر التي تمتلك أراضٍ في منطقة الكرنتينا ولا قدرة لهم على استثمارها أو حتى الحصول عليها والعيش بها ومن ناحية “وظائف الدولة” ورغم العدد الكبير للشباب المتعلمين في العشائر لم يحصل أي منهم على وظائف بالدولة بسبب المحسوبيات السياسية البعيدة عنهم.
وأشار عبدالعزيز انه وحتى إذا لم يحالفه الحظ هذه المرة فهي خطوة للسنوات القادمة وحجر أساس لإعادة العشائر العربية إلى طريق وظائف الدولة، المحرومة منها منذ سنوات طويلة.
وفي مستهل الحديث تابع انه مع التحالفات ولا يمانع من الدخول في أي لوائح سياسي، من زاوية آخرى قال، انه تم التواصل مع أكراد بيروت، وكان هناك ترحيب بتحالف الأكراد والعشائر العربية في المستقبل لانه يشكل خطوة جيدة.
وبنهاية الحديث أكد عبدالعزيز ان الطموح أكثر من البلدية، ولكن سنمشي الطريق خطوة خطوة.
البقاع\ سعدنايل:
من ناحية البقاع يعيش أبناء عشيرة الـ”أبو جبل” في نفس المعضلة ومن خلال التشاور تم اقتراح اسم الشاب “أحمد فياض الخروف” المرشح للمقعد الاختياري في بلدة سعدنايل لخوض هذه الانتخابات بدعم من عشيرته.
وكذلك الأمر يعود إلى تهميش المناطق المحسوبة عليهم والطموح تأتي في محاولة لكسر هذه الحواجز.
وتظل الانتخابات في لبنان ركيزة أساسية لبناء ديموقراطية حقيقية على المستوى المحلي، لأنها تمنح المواطنين فرصة حاسمة للمشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتهم اليومية.
ورغم التحديات الكبرى التي تواجه هذه العملية، مثل الانقسامات الطائفية والتدخلات السياسية والفساد، فإنها تبقى بوابة لتحقيق التغيير المستدام وتعزيز التنمية المحلية.
فهل ستمنح هذه الانتخابات فرص جديدة للعشائر في التمثيل البلدي؟، وهل ستتمكن من كسر القيود الراهنة وتساعد في الانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة تساعد في التحول ومواجهة الفساد؟.
أم ستبقى المحسوبيات والأحزاب هي من تسيطر على كل انتخابات من المرشحين إلى اللوائح..، وهل من الممكن ان نرى تحالفات سياسية كما حصل في الانتخابات الماضية لمواجهة التغيير؟.
0 تعليق