اليوم العالمي للملكية الفكرية.. من مجرد فكرة إلى احتفال عالمي

مصرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
يحتفل العالم في السادس والعشرين من أبريل كل عام باليوم العالمي للملكية الفكرية، الحدث الذي أطلقته المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) عام 2000؛ بهدف "زيادة الوعي بكيفية تأثير براءات الاختراع وحقوق التأليف والنشر والعلامات التجارية والتصاميم على حياتنا اليومية"، بالإضافة إلى الاحتفاء بالإبداع والمساهمة الحيوية التي يقدمها المبدعون والمبتكرون في تنمية المجتمعات والاقتصادات حول العالم. *لماذا اختير يوم 26 أبريل اليوم العالمي للملكية الفكرية؟
اختير هذا التاريخ تحديدًا؛ لأنه يصادف دخول اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية حيز التنفيذ عام 1970، ومنذ ذلك الحين، أصبح اليوم العالمي للملكية الفكرية أكبر حملة توعية عامة تنظمها "ويبو" سنويًا.
وبدأت الفكرة باقتراح قدّمه المدير العام للمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية (INAPI) ، خلال الدورة الثالثة والثلاثين لجمعيات الدول الأعضاء في ويبو عام 1988، داعيًا إلى تخصيص يوم عالمي للملكية الفكرية لتعزيز الوعي بدورها الحيوي.
وفي أبريل 1999، وجّه عمر بوحنيك، رسالة رسمية إلى مدير عام المنظمة شدد فيها على أهمية "إقامة إطار تحريكي أوسع للتوعية بالابتكار، والاعتراف بإنجازات مروّجي الملكية الفكرية في أنحاء العالم".
وبحلول أغسطس 1999، اقترح جيانج يينج، المفوض السابق للمكتب الوطني للملكية الفكرية في الصين، أن يتم الاحتفال بذكرى تأسيس المنظمة - في 26 أبريل - كيوم عالمي سنوي لتعزيز الوعي بحماية حقوق الملكية الفكرية وتحفيز الابتكار والإبداع عبر مختلف الدول.
ووافقت الجمعية العامة للمنظمة رسميًا على هذا المقترح في دورتها السادسة والعشرين في أكتوبر 1999، لتشهد سنة 2000 أول احتفال رسمي باليوم العالمي للملكية الفكرية، الذي تزايدت المشاركة فيه عامًا بعد عام.
وفي عامه الأول شاركت 59 دولة، وبعد خمس سنوات ارتفع العدد إلى 110 دول، حتى جذب الحدث عام 2022 مستخدمين من 189 دولة عضو.
*مواضيع احتفاليات اليوم العالمي للملكية الفكرية
في كل عام، تطلق المنظمة حملتها التوعوية تحت شعار مختلف يرتبط بالقضايا العالمية الراهنة، ومن أبرز هذه المواضيع:
2025 – الملكية الفكرية والموسيقى: استشعار إيقاع الملكية الفكرية
2024 – الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة: بناء مستقبلنا المشترك بالابتكار والإبداع
2023 – المرأة والملكية الفكرية: تسريع الابتكار والإبداع
2022 – الملكية الفكرية والشباب: الابتكار من أجل مستقبل أفضل
2021 – الملكية الفكرية والشركات الصغيرة والمتوسطة: نقل الأفكار إلى السوق
2020 – الابتكار من أجل مستقبل أخضر
كما تم إطلاق الكثير من المواضيع التي ركزت على الإبداع الرقمي، الرياضة، السينما، والابتكار البيئي على مدار السنوات.
*الانتقادات الموجهة لليوم العالمي للملكية الفكرية
رغم أهمية الحدث، فقد واجه أيضًا انتقادات لكونه يُروج لرؤية أحادية الجانب تصب في مصلحة أصحاب حقوق النشر وبراءات الاختراع التقليدية، دون إعطاء مساحة كافية للبدائل مثل ثقافة المصادر المفتوحة والحقوق المتروكة.
وكتب مايك ماسنيك من موقع "تيكديرت"، أن اليوم العالمي للملكية الفكرية يخدم في المقام الأول مصالح أصحاب الحقوق عبر "الترويج للحمائية والنزعة التجارية"، متجاهلًا تأثير هذه السياسات على الجمهور العام.
كما وصفه زاك روجوف، من منظمة Defective by Design ، بأنه "حدث عالمي، لكنه ليس حدثًا شعبيًا".
وانتقدت منظمات مجتمع مدني مثل "عدالة الملكية الفكرية" و"المعلومات الإلكترونية للمكتبات" الحدث، مشيرة إلى أن المواد التسويقية التي توفرها ويبو "لا تمثل جميع وجهات النظر المتعلقة بالملكية الفكرية".
ولفت مايكل جيست، أستاذ القانون في جامعة أوتاوا، إلى أن "اليوم العالمي للملكية الفكرية تحوّل إلى مجرد يوم للضغط السياسي"، فيما رأت كوشلا كابيتزك من جامعة كوينزلاند أن كثيرًا من الشعارات الدعائية للحدث "مبالغ فيها أو بلا أساس متين"، محذرة من محاولات ربط حقوق المؤلف بشكل سطحي بالقيم الثقافية والاجتماعية للفنون والأدب.
في المقابل، ظهرت احتفالات بديلة تدعو لحرية الثقافة والمعلومات، مثل: "يوم حرية الثقافة"، "يوم حرية الوثائق"، و"يوم مكافحة إدارة الحقوق الرقمية"، دون أن تحظى هذه المبادرات بدعم رسمي من ويبو.
ورغم هذه الانتقادات، لا يزال اليوم العالمي للملكية الفكرية مناسبة مهمة لتسليط الضوء على قضايا الابتكار والإبداع والحقوق، مع فتح الباب واسعًا أمام النقاشات حول كيفية تحقيق توازن أكثر عدلًا وشمولية في هذا المجال الحيوي.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق