أشرقت شمس الذهب الأصفر.. اقتراب موسم حصاد القمح

مصرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
وأشرقت شمس الحصاد وأصبح الخير على الأبواب، ولم لا فالسيدات في بيوتنا الريفية ينادين: «برمودة دق العامودة» أي دق سنابل القمح بعد نضجها - إيذانا باقتراب موسم حصاد القمح الذي يعد بمثابة احتفال ليس للمزارعين فحسب الذين ينتظرون هذا الموسم بعد شهور من العمل الجاد، بل لكل المصريين الذي يعد لهم هو المحصول الغذائى الاستراتيجي الأول. موسم استغرق الكثير من الجهد والتعب على كافة مستويات الدولة والأفراد من حيث الالتزام بالممارسات الزراعية السليمة واستخدام التقنيات الحديثة التى تساعد فى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحصول، وتوجيهات المرشدين الزراعيين تلعب دورًا أساسيًا فى توعية المزارعين بأفضل الطرق لضمان حصاد وفير.. إلخ.
ويعتبر محصول القمح واحدا من أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التى أولتها الدولة كامل اهتمامها، لتعزيز ومضاعفة معدلات الإنتاجية وتقليل هامش الفاقد، وهى الركائز التى تقلص من حجم الفجوة الغذائية ومدى الاحتياج إلى الاستيراد من الخارج.
علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قال ل«آخرساعة»، إن المساحة المنزرعة بالقمح الموسم الحالى 3٫1 مليون فدان والإنتاجية المتوقعة حوالى 10 ملايين طن، حيث نجحت وزارة الزراعة فى استنباط أكثر من 15 صنف قمح خبز و6 أصناف قمح مكرونة عالية الإنتاجية ومتحملة التغيرات المناخية، وقد قام كلٌ من مركز البحوث الزراعية وقطاعى الخدمات والمتابعة والإرشاد الزراعى والإدارات المعنية فى الوزارة بتقديم كافة أوجه الدعم لمزارعى القمح، علمًا بأن القمح المصرى يعتبر الرابع إنتاجية عالميا وفق وحدة المساحة «معدل الإنتاج»، وفى هذا المجال نجحت وزارة الزراعة ومعهد بحوث المحاصيل الحقلية فى التغطية للإنتاج الرأسى بالأصناف الحديثة، ودعم المزارعين بالتقاوى المعتمدة لأحدث الأصناف بالأسعار المدعومة وتوزيع التقاوى وفقاً للخريطة الصنفية على مستوى الجمهورية الذى يتم طبقاً لظروف كل منطقة بزراعة الأصناف والحصول على إنتاجية فى المحافظات التى تجود بها وتعطى أعلى إنتاجية من وحدتى الأرض والمياه.
◄ الإرشاد مستمر
أضاف، كما يتم تقديم الدعم الفنى والإرشادى من خلال الحملات القومية وخاصة الزراعة على المصاطب والقوافل الإرشادية التى يتم من خلالها زراعة أكثر من 20000 ألف حقل إرشادى على مستوى الجمهورية ويتم عمل كل الأنشطة الإرشادية من (أيام حقل، أيام حصاد، ندوات إرشادية) ودعم المزارعين بالميكنة الحديثة للزراعة والحصاد وخاصة ماكينات الزراعة على المصاطب والحصادات الحديثة وتنفيذ حملة قومية لمكافحة الحشائش وخاصة حشيشة الزمير والصامة على نفقة الوزارة، وقد استعدت الدولة لموسم حصاد القمح بعدة إجراءات منها رفع سعر التوريد إلى 2200 جنيه للأردب لتشجيع المزارعين على التوريد ودعم الفلاح ودفع الثمن فورا للمزارعين وتوفير الميكنة الحديثة للحصاد بجميع المحافظات لخدمة المزارعين وتقليل الفاقد فى المحصول وفتح باب استلام القمح مبكرا مع بداية الحصاد فى النصف الثانى من شهر أبريل الحالى، مشيرًا إلى أنه تم تكثيف النشاط الإرشادى لتوعية المزارعين بعدة إجراءات قبل الحصاد خاصة بعدم الرى فى وجود الرياح وعدم منع الرى عن المحصول إلا بعد الدخول فى مرحلة النضج باصفرار حامل السنبلة، وعدم الحصاد إلا بعد نضج الحبوب وتوضيح علامات النضج لتقليل الهادر فى المحصول.. إلخ.
◄ أحوال جوية
الدكتور إبراهيم عبد الهادى، رئيس الحملة القومية للنهوض بالقمح بوزارة الزراعة، يقول إن إجمالى المساحة المزروعة بالقمح فى مختلف أنحاء البلاد هذا الموسم بلغ 3.1 مليون فدان، بمتوسط إنتاجية يقارب 20 أردبا للفدان، والإنتاج المتوقع هذا العام سيبلغ نحو 10 ملايين طن، وذلك لعدة أسباب من بينها أن الأحوال الجوية كانت مواتية ومشجعة لإنتاج محصول ذى جودة عالية قادر على التكيف مع التغيرات المناخية، ونظرا لأهمية «القمح» كمحصول استراتيجى هام له اعتبارات كثيرة فإن القيادة السياسية تعطيه دائما أهمية وعناية خاصة.
أضاف، توفر التقاوى والأسمدة اللازمة بنسبة 100% بل وفى ظل وجود فائض منها للتصدير للدول العربية والإفريقية، مع تحديد «سعر استرشادى» مبكر قبل الزراعة بسعر 2200 جنيه للإردب، كذلك توفير الأسمدة والمبيدات اللازمة للحصول على محصول مثالى، مع توفير الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح على «حقول استرشادية» نموذجية لتعليم المزارعين فى كل قرى مصر بتمويل من برنامج التنمية الزراعة فى أكاديمية البحث العلمي والجهات الأخرى، وتوفير الدعم الفنى لمحصول القمح من خلال نزول الباحثين وإعطاء التوصيات الفنية للمهندسين والمزارعين من شهر أكتوبر وحتى نهاية أبريل، وحل المشاكل التى تواجه المحصول، كما أنه تم الاستعداد المبكر لموسم القمح من خلال تجهيز وتوفير البذور المعتمدة للمزارعين، ثم بدأ الدور الإرشادى والبحثى لمركز البحوث الزراعية ووزارة الزراعة، من خلال الحملات القومية لتوعية المهندسين والمزارعين ومتابعة مراحل نمو القمح بدءًا من الإعداد والزراعة وصولًا إلى الحصاد، كما أن هناك تحسنا ملحوظا فى عمليات تخزين القمح وتقليل الفاقد منه، علما بأن القدرة التخزينية للصوامع الحديثة وصلت حاليًا إلى 4 ملايين طن.
وفى نفس السياق يأتى حديث الدكتور علاء خليل، مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، الذى يوضح أن المعهد نفذ حملة قومية لمحصول القمح على نطاق واسع فى جميع المحافظات، فالمستهدف من المحصول هذا العام هو 3.1 مليون فدان، وقد تم تسجيل 5 أصناف جديدة من القمح قبل أن يتم تعميم زراعتها فى بداية زراعة المحصول الحالى، وتشمل هذه الأصناف مصر 5، مصر 7، سخا 97، سوهاج 5، وقد دخلت الخدمة هذا العام أصناف: مصر 4 وجيزه 96، وهى من الأصناف الجيدة وتم تجهيزها للعام القادم، مضيفًا أن صنف مصر 4 يمثل أكثر من 20% من المساحة المنزرعة من محصول القمح هذا العام، وهو صنف عالى الإنتاجية يصلح للزراعات المتأخرة، وقد قام معهد بحوث المحاصيل الحقلية بعمليات إكثار لمحصول القمح من الأصناف الجديدة لسد الاحتياجات وزيادة المساحات التى تمت زراعتها من القمح فى الموسم، من صنف مصر 4 الذى يزرع على نطاق واسع على مستوى الجمهورية.
الدكتور أحمد فوزى القط، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية، وأحد الباحثين الذين استنبطوا أصنافًا جديدة من القمح عالية الجودة والإنتاجية، يقول إن استنباط أصناف جديدة من القمح أحد أهم أولويات مركز البحوث الزراعية، ونحاول كل عام توفير صنف أو صنفين جديدين للمزارع المصرى، حيث تتسم الأصناف الجديدة بعدد من المميزات الهامة، أبرزها مقاومة الأمراض الشهيرة مثل الصدى البرتقالى والصدى الأصفر والصدى الأسود، واستنباط الأصناف الجديدة يوفر للدولة المصرية استخدام المبيدات حفاظا على البيئة المصرية نقية وغير ملوثة بالمبيدات، كما يتم تقليل التكلفة على المزارع المصري فيما يتعلق باستخدام المبيدات الكثيرة، كما أن الأصناف الجديدة عالية الإنتاجية.
◄ غذاء الشعب
ويقول الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، إن محصول القمح يعتبر المحصول الغذائى الأكثر أهمية فى غذاء الشعب المصرى وشعوب العالم، وأدت إلى النجاحات التى تحققت خاصة خلال العشر سنوات الماضية فى انتشار زراعة الأصناف الحديثة والزراعة على مصاطب مما أدى إلى ترشيد استهلاك المياه وتوفير فى كميات التقاوى المستخدمة فى الزراعة، الأمر الذى انعكس على زيادة المساحة المنزرعة لتصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين فدان بإنتاجية تصل إلى 10 ملايين طن، مما يساهم فى تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وينعكس ذلك على اقتصادات دخل المزارع لتؤهل له حياة كريمة وغيرها من الإنجازات التى تحققت.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق