الاحد 24 نوفمبر 2024 | 10:38 صباحاً
الدولار والبتكوين
اقتربت عملة بتكوين من تحقيق مستوى 100 ألف دولار، مدعومة بتوقعات إقرار قواعد تنظيمية أميركية ملائمة، واهتمام متزايد من المستثمرين بفضل دعم الرئيس المنتخب دونالد ترمب للعملات المشفرة، حيث أن الدولار يحقق مكاسب للأسبوع الـ8 على التوالي.
* البتكوين على أعتاب 100 ألف دولار
تم تداول أكبر عملة مشفرة مرتفعة 1.2% عند مستوى 99,353 دولاراً في الساعة 3:55 مساءً يوم الجمعة في نيويورك بعد أن، بعد أن سجلت مستوى قياسياً بلغ 99700 دولار. وأضافت سوق العملات المشفرة ككل حوالي تريليون دولار منذ فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر.
من بين أحدث التطورات في موجة التغييرات الأخيرة في الولايات المتحدة، اعتزام رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة، غاري غينسلر، التنحي عن منصبه في العشرين من يناير، وهو الموعد المقرر لتنصيب ترمب.
تميزت فترة ولاية غينسلر بموجة من الإجراءات التي تضغط على العملات المشفرة، وبات القطاع يتوقع زوالها في عهد ترمب.
بدأ فريق ترمب الانتقالي في إجراء مناقشات حول ما إذا كان سيتم إنشاء منصب جديد في البيت الأبيض مخصص لسياسة الأصول المشفرة. وتسعى صناعة العملات المشفرة إلى فتح خط مباشر مع الرئيس المنتخب، الذي أصبح الآن داعماً رئيسياً لهذا القطاع.
بدأ تأثير ترمب يظهر في وول ستريت، حيث صرح الرئيس التنفيذي القادم لشركة "تشارلز شواب"، ريك ورستر، يوم الخميس، بأن الشركة ستبدأ في تقديم خدمات تداول الفوري للعملات المشفرة بمجرد تنفيذ التغييرات التنظيمية.
كما عززت خطط شركة "مايكروستراتيجي"، التي تواصل شراء كميات كبيرة من "بتكوين"، وظهور خيارات التداول على صناديق "بتكوين" المتداولة في البورصة الأميركية، المعنويات الإيجابية هذا الأسبوع.
أنصار بتكوين
كتب كريس ويستون، رئيس الأبحاث في مجموعة "بيبرستون" (Pepperstone) في مذكرة: "يمكننا التركيز على الأخبار المتعلقة بتنحي غاري غينسلر، والتدفقات الكبيرة إلى صناديق الاستثمار المتداولة، والدور الذي تلعبه الخيارات في رفع الأسعار، لكن هذا الارتفاع يعتمد بالكامل على الزخم، ومستوى 100 ألف دولار يعمل كحافز جاذب".
يعتبر أنصار "بتكوين" الوصول إلى مستوى 100 ألف دولار بمثابة دليل ضد المشككين الذين يرون القليل من الفائدة في العملات المشفرة، وينتقدون ارتباطها بالجرائم. وعلى الرغم من أن قيمة العملة تضاعفت هذا العام، فإن العديد من الخبراء ما زالوا يشككون في مدى ملاءمتها للاستثمارات طويلة الأجل.
قال ثيميس ثيمستوكلوس، رئيس قسم الاستثمار لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في "يو بي إس ويلث مانجمنت" (UBS Wealth Management)، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرج": "بتكوين ليست شيئاً يمكن تقييمه. إنها شديدة التقلب، ونعتقد أنه يمكنك تضمين تحوطات أخرى في محفظتك مثل الذهب، الذي يثبت دائماً أنه وسيلة تحوط أكثر فعالية".
تدفقات جديدة
أظهرت بيانات جمعتها "بلومبرج" أن مجموعة تضم 12 صندوق استثمار أميركياً متداولاً تستثمر في "بتكوين"، جذبت تدفقات صافية بقيمة 5.9 مليار دولار في الفترة التي تلت يوم الانتخابات. وقد وصلت إجمالي أصول هذه المجموعة إلى مستوى غير مسبوق بلغ 100 مليار دولار.
وعد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بإنشاء إطار تنظيمي داعم للعملات المشفرة في الولايات المتحدة، وإنشاء احتياطي استراتيجي من "بتكوين". ومع ذلك، لا يزال الموعد الزمني لتنفيذ هذه الوعود وإمكانية إنشاء الاحتياطي المقترح، من الأمور غير واضحة.
كان ترمب في السابق متشككاً بشأن العملات المشفرة، لكنه غيّر موقفه بعد أن أنفقت الشركات العاملة في هذا المجال مبالغ ضخمة خلال الحملة الانتخابية للترويج لمصالحها. كما أنه يعمل على مشاريعه الخاصة المتعلقة بالأصول المشفرة.
حاليًا، خفّف التفاؤل بشأن العملات المشفرة من الذكريات المرتبطة بالانهيار الكبير في السوق خلال عام 2022، الذي كشف عن عمليات احتيال وممارسات محفوفة بالمخاطر، وأدى إلى انهيار منصات مثل "إف تي إكس" التابعة لسام بانكمان فريد. وتسبب ذلك في حملة صارمة من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات، التي يبدو أنها ستخفف من حدة موقفها تحت إدارة ترمب.
كتبت نويل أتشيسون، مؤلفة النشرة الإخبارية "كريبتو إذ ماكرو ناو" (Crypto Is Macro Now): "بتكوين تمثل التغيير. بالنسبة لأولئك الذين أدركوا منذ فترة طويلة إمكانات شكل جديد لنقل البيانات يمكن أن يغير طريقة نظر المواطنين للسلطة، وكيف تنظر السلطة إلى المجتمع، فإن الأمر مشجع، ولكنه أيضاً يثير بعض القلق أن نرى هذا التغيير يتحقق".
* الدولار يحقق مكاسب للأسبوع الـ8 على التوالي
وسجل الدولار أطول ارتفاع أسبوعي له منذ أكثر من عام، إذ دفع فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية والنمو الاقتصادي المستمر المتداولين إلى الإقبال على العملة.
ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.7% يوم الجمعة متوجاً مسيرة استمرت ثمانية أسابيع، وهي الأطول منذ سبتمبر 2023. وانخفض سعر صرف اليورو إلى أدنى مستوى في عامين، كما هبط الفرنك السويسري إلى أضعف مستوى مقابل الدولار منذ يوليو.
قطار النمو يغذي الدولار
قال باريش أوبادهايا، مدير إدارة الدخل الثابت واستراتيجية العملات في شركة "أموندي يو إس": "لن أقف أمام هذا القطار السريع طالما استمرت قصة النمو الاستثنائي في الولايات المتحدة".
ارتفاع الدولار جاء مدفوعاً بالتكهنات بأن الرسوم الجمركية والتخفيضات الضريبية التي سيفرضها ترمب ستؤدي إلى تغذية التضخم وزيادة نمو الاقتصاد الذي يحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي كبح جماحه بالفعل. ودفع ذلك المتداولين إلى تقليص توقعاتهم لمقدار خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، مما أدى إلى ارتفاع عائدات السندات ما منح المستثمرين في الخارج حافزاً لتحويل الأموال إلى الولايات المتحدة.
تراجع اليورو وسط تكهنات خفض الفائدة
وفي سياق مواز، انخفض اليورو بسبب بيانات أظهرت انكماش النشاط التجاري الأوروبي بشكل غير متوقع في نوفمبر، مما دفع التجار إلى زيادة الرهانات على تخفيضات البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة.
وانخفضت قيمة اليورو 1.3% إلى 1.0335 دولار، ثم تعافت في وقت لاحق إلى نحو 1.04 دولار. ويرى عدد متزايد من الاستراتيجيين خطر وصول سعر العملة إلى التعادل مع الدولار. وانخفض الفرنك السويسري بما يصل إلى 1% مقابل الدولار يوم الجمعة.
رهانات على قوة الدولار
أظهرت بيانات لجنة تداول عقود السلع الآجلة أن صناديق التحوط ومديري الأصول والمضاربين الآخرين احتفظوا بمراكز مراهنة على صعود الدولار بقيمة 17.7 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 12 نوفمبر. بما يمثل زيادة طفيفة عن الفترة السابقة، والتي ضمت انتخابات 5 نوفمبر، والتي شهدت أيضاً رهان المتداولين بالفعل على صعود الدولار. ويُنتظر أن تعلن لجنة تداول عقود السلع الآجلة عن أرقام جديدة في وقت لاحق يوم الجمعة.
وعلى الجانب الآخر، ضعفت جميع العملات في مجموعة العشرة هذا الأسبوع، عدا الدولارين الكندي والأسترالي.
وقال مايكل براون، كبير استراتيجيي الأبحاث في "بيبرستون غروب"، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، إن الدولار يستفيد من "عاصفة كاملة من الأخبار التي تتحسن باستمرار من الجانب الأميركي من المعادلة".